" التكريم الملكي نزل بردا وسلاما على قلوبنا المكلومة"، بهذه العبارة رد ذوو فقيدات مدرسة براعم الوطن، ريم النهاري، وغدير كتوعة، وسوزان الخالدي، على ما وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمنح الفقيدات وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى ومليون ريال لكل أسرة.
وأكدوا أن ما حدث لبناتهم كان محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين وهو يعد شرفا لهم، ودليلا قويا على أن مليكهم يشاركهم آلامهم، بل ويمد يده الحانية ليخفف من وطأة مصابهم.
وأشار والد ريم، علي أحمد عمر النهاري، التي لقيت حتفها بعد إنقاذها أكثر من 29 طالبة، إلى أن تكريم خادم الحرمين الشريفين يعبر عن صدق ومشاعر أبوة ملك عشق شعبه وأعان الصغير والكبير.
وأفاد أن نائبة وزير التربية والتعليم الدكتورة نورة الفايز هي من نقلت له خبر صدور توجيه خادم الحرمين الشريفين بتكريم ابنته جراء ما قدمته من عمل بطولي أفقدها حياتها. وكشف عن تلقي الأسرة دعما ماليا من أحد فاعلي الخير، مفيدا بتبرعه بنصف المبلغ لبناء مسجد في مقديشو، مضيفا "تبرعت فاعلة خير من الأسرة المالكة بشقة لإيواء عائلته". من جهتها، قالت جدّة ريم، وشقيقتها الكبرى رانيا، إن ما قدمته ريم أثناء الحريق جسد شجاعة المرأة السعودية وقت المحن بإنقاذها صغيرات كدن يقضين حرقا، وأضافت أن جميع ما قدم من خادم الحرمين ومن شعبه الكريم أثلج صدورهم وخفف من مصابهم. فيما لم يستغرب الشقيق الأصغر لريم، واسمه أحمد، تكريم خادم الحرمين الشريفين لأخته وتقديم مساعدة كبيرة لأسرتها، مؤكدا أن ذلك ليس بجديد على الملك العطوف، مشيرا إلى أن ريم – رحمها الله – كانت تعد أما له، حيث عوضته عن مشاعر الأمومة التي فقدها بوفاة والدته، مبينا أن التكريم سيساعد في علاج والده المريض بالقلب، لافتا إلى أنه يطمح في إيجاد فرصة لعلاج شقيقه المعاق في مركز التأهيل الشامل.
وبصوت ممزوج بالفرحة والحزن، قالت والدة المعلمة غدير كتوعة، إن التكريم ومنح الملك ابنتها أرفع وسام لمؤسس المملكة كان لهما الأثر النبيل الذي خفف من آلامهم ومصابهم على فقدان ابنتهم التي قضت وتركت طفلتين يتيمتين. وأكدت شقيقتها عبير، أن منح وسام الملك عبدالعزيز لشقيقتها غدير هو شرف كبير للعائلة بأكملها، ويتمثل هذا في مشاعر الأبوة التي يحملها ملك الإنسانية عبدالله بن عبدالعزيز، داعية الله له بطول العمر وأن يمده الله بالعافية والثواب على أعماله الخيرية التي غمرت بقاع المملكة وخارجها.
فيما عبرت والدة سوزان الخالدي وشقيقتاها سهى وسمر، عن فائق تقديرهن لتكريم خادم الحرمين الشريفين للمعلمات، وقالت أم سوزان إن وفاة ابنتها الصغرى وقعت عليها بالحزن والآسى وخفف من مصابها إيمانها بالقضاء والقدر واهتمام ولاة الأمر، وزيارة أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل لهم، فضلا عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين، متمنية أن تلقى المعلمات المصابات أقصى رعاية بتوفير أسرّة طبية وكراسي تسمح لهن بالحركة وأن يتكفل ولاة الأمر بأجر العمليات الجراحية لهن.
وثمن أشقاؤها سهيل وأزهري وفهد، اللفتة الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين، معبرين عن سرورهم للوسام الرفيع الذي منحه للمعلمات، وقالوا إن هذا ليس بجديد على ملك يشعر بشعبه ويئن لأوجاعه، وقال أزهري، إنه يخطط لإنشاء مسجد كصدقة لشقيقته التي قضت بعد أسبوعين من الحريق.
يذكر أن المعلمات الثلاث وافاهن الأجل في الحريق الذي وقع قبل شهر بمبنى مجمع مدارس براعم الوطن بجدة، ونتج عنه وفاة كل من غدير كتوعة، أم لطفلتين وتبلغ من العمر 37 عاما، وريم النهاري البالغة 25 عاما وغير متزوجة، وسوزان الخالدي البالغة 31 عاما وغير متزوجة، وأصيبت حينها 28 طالبة تماثلن جميعهن للشفاء.
من جهته، عبر مدير عام التربية والتعليم بجدة عبد الله الثقفي، عن امتنانه وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن هذا الوسام لهو شرف كبير لكافة منسوبي وزارة التربية والتعليم، وهذا ليس بجديد على ملك الإنسانية بأن تمتد يده لمواساة ومحو آلام أسر الضحايا.