قمة الفشل أن تكون المستثمر الوحيد في الميدان والكل يحتاج إلى إنتاجك بمقابل مادي وأنت ترزح في الخسائر.. هذا هو حال الشركة السعودية للكهرباء. لم أفكر بالكتابة عن شركة الكهرباء؛ لأن الضرب في الميت حرام، ولأنه "لا حياة لمن تنادي"! ولم أتصور أن يستفزني شيء للكتابة حتى لو تكرر الانقطاع أكثر من مرة يومياً في رمضان، وحتى لو أزعجتنا تصريحات مسؤولي الشركة التي لا تتعدى النفي أو التأكيد أن التيار انقطع عن منازل "محدودة" لأعطال لا دخل للشركة بها! وحتى لو وصل الأمر إلى اتهام "لصوص جدد" بسرقة التيار الكهربائي، وتأكيد المسؤولين أن الشركة غير ملزمة بتعويض المتضررين! لكن الكاتب الصحفي عبدالسلام اليمني استطاع أن يستفزني بتصريحه أمس، باعتباره نائباً لرئيس الشركة السعودية للكهرباء للعلاقات العامة، الذي نفى فيه انقطاعات الكهرباء، مؤكداً أن ما حدث هو بعض الانقطاعات "البسيطة" خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين في بعض المدن وانتهت وتحسن الوضع!

استفزني اليمني لأنه خالف الواقع، ولم يقل الحقيقة التي يدركها كل من في المملكة باستثناء مسؤولي الشركة السعودية للكهرباء.. استفزني لأنه ينتسب إلى الصحافة التي أرفقت مع تصريحه 5 أخبار من عدة مدن لتؤكد أنه لم يقل الحقيقة، ولو كان متابعاً للصحف لاكتشف أن كل المدن تشتكي من الانقطاعات المتكررة، ولأدرك أنها لم تكن "بسيطة" ولم تنته كما يقول..!

أيها الزميل.. لا أستطيع أن أصدق مسؤولي الشركة - وأنت منهم – لأني أعاني يومياً من انقطاع الكهرباء أكثر من ثلاث مرات في رمضان، لا أستطيع أن أصدق أن الشركة تعمل من أجل العميل الذي يدفع ثمناً للخدمة وأنا أشاهد محطة توليد كهرباء جديدة قرب مدينتي رصد لها 600 مليون ريال.. والكهرباء تنقطع عن أحياء المدينة بالتناوب لتخفيف الضغط على مولدات الشركة الجديدة.

إذا كانت التقارير تؤكد أن السعودية تستهلك من الكهرباء ما يعادل إنتاج 12 دولة عربية، فأيضاً السعودية هي البلد الوحيد الذي يتنازل عن حقه في أرباح الشركة، ويقرض الشركة مليارات، وهي الشركة الوحيدة في البلد.