مكانك سر.. هذا لسان حال الدراما العربية والخليجية من خلال المسلسلات التي تعج بها القنوات الفضائية في رمضان، والتي تنبئ عن مواصلة للأداء الباهت خلال السنوات الماضية.. يتضح ذلك على الرغم من أن الشهر الكريم لم يمض منه سوى بضعة أيام.
ففي الوقت الذي نشاهد فيه مسلسلا أو أكثر عن شخصيات تاريخية يتغير اسمها، ويدور حولها لغط يخدم المسلسل أكثر مما يضره، يكرر داود حسين نفسه، وينتقد فايز المالكي الواقع بحواراته البائسة، ويزداد الانتفاخ في أجساد الممثلات الخليجيات.
وغير ذلك، تأتينا المسلسلات كل عام بأخطاء درامية فادحة، فمن ظهور شاشة من نوع "بلازما" في مسلسل يحكي فترة الغزو العراقي للكويت، إضافة إلى سيارة موديلها 2009، في ذات المسلسل، يحضر التجاوز الكارثي المثير للسخرية هذا العام الذي تمثل في "تقويم أسنان" وضعته الفنانة مي سكاف التي أدت دور زوجة أبي سفيان، هند بنت عتبة في مسلسل "عمر". كل تلك الأخطاء المرصودة حوتها الحلقات الخمس الأولى فقط، ويبدو أن الحلقات المقبلة ما زالت حبلى بالمفاجآت المشابهة.
ربما يعد الحكم على المسلسلات منذ الآن مبكرا بعض الشيء، إلا أن هناك بصيص أمل يظهر في بعض الأعمال، ومنها على سبيل المثال "فرقة ناجي عطاالله"، للفنان عادل إمام، الذي تنبىء الحلقات الأولى منه بعمل يستحق الالتفات، لولا ما يشوبه من عبارات مثل "يا حرامية يا نصابين ياولاد الـ..."، ومشاهد لا تتسق مع رمضان.