أعلن المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الإيسيسكو الدكتور عبدالعزيز التويجري أول من أمس موافقة وزراء الثقافة المشاركين في اجتماعات الدورة السابعة لمؤتمرهم بالجزائر، الذي اختتم أمس، على استضافة المملكة لأعمال الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة في 2013.

وقال نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر الذي يترأس وفد المملكة نيابة عن الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة في تصريح إلى"الوطن": إن المملكة طلبت استضافة المؤتمر ليتواكب مع احتفالية المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2013 والتي يجري الاستعداد لها على كافة المستويات برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأمير المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد، ووزارة الثقافة والإعلام ومختلف القطاعات الوطنية والعلمية.

ويأتي اختيار المدينة المنورة كعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2013، بعد عشر سنوات من الاحتفال بمكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية.

وكان المشاركون قد أكدوا في ختام أعمال الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة بالجزائر أن الثقافة هي طريق نهضة المسلمين وتصحيح صورتهم وصورة دينهم أمام العالم أجمع، راسمين خريطة طريق عملية للتعاون والحوار والتفاعل بين الشعوب الإسلامية استناداً للرصيد الثقافي والحضاري المشترك، وكذلك للحوار مع العالم بمختلف تنوعاته انطلاقاً من المبادرة التاريخية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات.

وقال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة الإيسيسكو الدكتور عبدالعزيز التويجري في تصريحات إلى"الوطن": إن ما يميز هذا المؤتمر هو تلك الخطوات العملية التي وافق عليها وزراء الثقافة بالدول الإسلامية، والتي تمثل خريطة طريق للعالم الإسلامي اتضحت معالمها من مجموعة المشاريع والإستراتيجيات الثقافية التي وضعتها الإيسيسكو بخبرائها في شتى المجالات من مختلف الدول. وأوضح التويجري أن اعتماد المؤتمر لوثيقة حول مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار والتي استلهمت جميع التجارب السابقة للحوار قد فتح أبواباً واسعة أمام تلاقي الحضارة الإسلامية مع فضائها العالمي للتعاون والتحاور وتفنيد ترهات المغرضين وأعداء الإسلام بشكل عملي وعلمي، ويقدم رؤية واضحة لقبول الآخر والحوار معه والعيش المشترك.

وعقدت في إطار المؤتمر، مائدة مستديرة وزارية حول الموضوع ترأسها التويجري، وتحدث فيها عن المضامين العملية للأدوار الثقافية المتنوعة للمجتمع المدني في مجال تعزيز ثقافة الحوار وتعميق قيم السلم في المجتمعات الإسلامية. ودعا المؤتمر الإيسيسكو إلى مواصلة جهودها من أجل التعريف بالإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي على أوسع نطاق، لدى جهات الاختصاص في الدول الأعضاء وهيئات المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية الموازية، وتخصيص مزيد من الأنشطة والبرامج ضمن خطط عملها، لتفعيل مضامينها وتحقيق أهدافها في تعزيز العمل الثقافي الإسلامي المشترك وتطويره.

وعبر المؤتمر عن ارتياحه لحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو، واعتبر ذلك مقدمة لانضمامها الكامل لمنظمة الأمم المتحدة، وانتصارا للحق والشرعية الدولية، وتعزيزا لحماية التراث الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف من التهويد الذي تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ودعا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي القادرة ماليا والدول الكبرى مثل روسيا الاتحادية والصين الشعبية، إلى المساهمة المالية الطوعية في موازنة اليونسكو، لسد العجز الحاصل فيها من جراء وقف مساهمات الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول التي اتخذت موقفاً سلبياً من هذه القضية الإنسانية العادلة. واعتمد المؤتمر تقرير المدير العام للإيسيسكو حول جهود الإيسيسكو في تنفيذ إستراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي، وأشاد بجهود الإيسيسكو في مجال العمل الثقافي الإسلامي الموجه لفائدة المسلمين خارج العالم الإسلامي، من خلال عقدها المنتدى الأول لرؤساء المراكز والجمعيات الإسلامية الثقافية خارج العالم الإسلامي، وكذلك تقرير متابعة تنفيذ "إستراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي".