لاحظ المتابعون لمشاريع الطالبات المشاركات في مسابقة أولمبياد الإبداع العلمي الوطني (إبداع 2) الذي تنظمه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة "والإبداع"، بالـشراكة مع وزارة التربية والـتعليم أن معظم الأفكار التي قدمتها الطالبات تهتم بتقديم حلول لمشكلات عامة، وتركز على جانب سلامة الأفراد والممتلكات، مثل تقليل خسائر الحوادث المختلفة، والسلامة الشخصية، والإنقاذ العام، مما يؤكد تنامي الحس التطوعي لديهن.

حيث عرض عدد من طالبات مدارس جدة ابتكارات عدة في المسابقة، منها مشروع "المنقذ الخارق"، الذي عرضته الطالبة بلقيس الشريف من الثانوية 104، وهو جهاز إنذار يرسل ذبذبات تخبر بوجود حوادث مرورية على الـطرق الـسريعة.

قالت بلقيس إنها بدأت التفكير في مشروعها بعد أن فقدت قريبة لها إثر حادث مروري على طريق الساحل، مشيرة إلى أنها أدركت بعد ذلك ضرورة وجود ابتكار ينبئ بالحوادث المرورية على الطرق البعيدة التي يصعب وصول فرق الإنقاذ لها إلا بعد مرور ساعات من الحادث.

وأضافت أن "الجهاز الذي صممته يوضع في المركبة، وفي حال وقوع حادث يرسل إشارات للجهات المعنية كالمرور والهلال الأحمر، وبذلك يساعد على وصول فرق الإنقاذ قبل أن تتفاقم حالة المصابين"، وطالبت بدعم لتطبيق ابتكارها على أرض الواقع، متوقعة أن تجده من شركات الاتصالات والشركات المصنعة للسيارات.

ولدى تجوال "الوطن" في المعرض لفت انتباهنا ابتكار آخر مقدم من الطالبتين رنيم مؤمنة، وسارة كاتب من دار الذكر المتوسطة، اللتين أشارتا إلى أن فكرته نبعت من كثرة استخدامهما مسدس الغراء في الأنشطة التي تقيمها المدرسة، وترددهما مرات عدة على مـصدر الكهرباء للتأكد من جاهزية المسدس، حيث يتسبب ذلك أحيانا في حدوث حروق سطحية لبعض الطالبات نتيجة لارتفاع حرارة الغراء داخل المسدس.

وأضافتا أنهما توصلتا إلى ابتكار مسدس غراء رنان يعتمد على وجود منبه يصدر صوتا وضوءا أحمر ينبئ بجاهزية المسدس للاستخدام.

فيما، دفعت أحداث حريق البراعم، وما نتج عنه من خسائر في الأرواح الطالبتين بالمرحلة الثانوية في مدرسة واحة الجزيرة رنا الطيار، ولجين الشريف لابتكار نموذج لمشروع "سلم الإنقاذ"، وهو عبارة عن صندوق يثبت فوق نوافذ مباني المدارس من الخارج، ويحمل بداخله سلما مقاوما للحرائق.

وأفادتا في حال وقوع حريق يفتح صندوق عن طريق حبل مربوط به، ويتم إنزال السلم مباشرة منه، ويكون السلم مغطى من الأطراف بشبك قابل للتمديد، ويحمي الطالبات من السقوط، ويساعد في نزولـهن من النوافذ وقت نشوب الحريق دون إلقاء أنفسهن منها.

وأكدتا أنهما تواصلتا مع الدفاع المدني لمعرفة الخامة المناسبة للحبال ونوعية السلالم المستخدمة في وقت الإنقاذ، والحصول على جزء منها لتطبيق المشروع عليها.

من جهتها أشارت مديرة إدارة الموهوبات بجدة سوزان باناجه إلى أن هناك عددا من الأسس المتبعة في تقييم أعمال الطالبات المشاركات في أولمبياد الإبداع العلمي الوطني (إبداع 2)، ومنها قابلية الفكرة للتطبيق، ومنهجية البحث العلمي، والخطوات التي تتقدم بها الطالبات لتنفيذ هذه الأبحاث العلمية.

وكشفت عن ترشيح 132 مشروعا بحثيا في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، و111 مشروعا في مجال النظرية العلمية، وذلك ضمن تصفيات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع" في مرحلته الثانية المقام في جدة.

من جهة ثانية، قلدت مساعدة إدارة التعليم في جدة الدكتورة سامية بنت لادن أول من أمس 56 فائزة في أولمبياد الإبداع الوطني الثاني "إبداع" 2 ميداليات بمناسبة ترشح أعمالهن في مساري البحث العلمي والابتكار للمرحلة الثالثة على مستوى منطقة مكة المكرمة.