حذرت لجنة المباني الآيلة للسقوط بالمدينة المنورة أمس من بقاء مدارس، وصفتها بأنها شبه خربة، تضم أكثر من 800 طالب، على وضعها الحالي، وأمهلت إدارة التربية والتعليم بالمدينة المنورة شهراً لمعالجة العيوب الإنشائية.

وكانت اللجنة المشكلة من مديرية الدفاع المدني وأمانة المدينة المنورة اجتمعت في بداية محرم الجاري على خلفية ما ورد لها من عدة بلاغات شفوية عن وجود شروخات في حوائط مبنى ثانوية عبدالعزيز الربيع بحي قربان، يلزم معالجتها بشكل عاجل خشية تطورها وتدهور المبنى بالكامل. وخلصت اللجنة في تقرير لها - حصلت "الوطن" على نسخة منه - إلى أن مبنى المدرسة شبه خرب، ويخشى من تدهور مبانيها الإنشائية لوجود شروخات نافذة بالحائط في جميع الأدوار، وسقوط بعض أجزاء تلييس المبنى، وعدم وجود تصريف لمياه الأمطار بسطح المبنى، ووجود انفصال بين المبنى وبلاط الرصيف المطل على الحديقة الداخلية بفناء المدرسة.

وحذرت اللجنة من أن التأخر في توصياتها سيؤثر على الهيكل الإنشائي للمبنى ويهدد سلامته. وتضمنت التوصيات الكشف على شبكة الصرف الصحي والتغذية الداخلية والخارجية وخزانات المياه وسرعة معالجة أي تهريبات بها، والكشف على أساسات المبنى، ومدى تأثير المياه عليها، وحمايتها عن أي مصدر لتسرب المياه إليها. كما أوصت بإزالة جميع الأشجار بالمدرسة، وتغطية أرضية الفناء ببلاط. واشترطت أن يتولى الإشراف وتقييم عملية الترميم ومعالجة التصدعات بالمبنى مكتب هندسي معتمد.

ورصدت "الوطن" خلال جولتها أمس على بعض مدارس المدينة تصدعات أثارت مخاوف الطلاب والمعلمين. وذكر عدد من طلاب إحدى المدارس أن جزءاً من الحائط سقط أثناء وقوفهم بفناء المدرسة، وأشاروا إلى الرعب الذي يعيشون فيه كل يوم وهم يلاحظون التصدعات تتسع وتنتشر داخل المدرسة؛ خاصة وأن أرضية أحد الممرات هبطت بصورة مفاجئة وظاهرة للعيان. وقال أحد معلمي إحدى المدارس إن حمامات المدرسة متصدعة وتكاد تسقط، وهي ظاهرة للعيان، مشيراً إلى تصدع أحد الجدران خلف المدرسة الأمر الذي أثر على المباني من الداخل حيث تصدعت وتساقط السيراميك.

ويبدي ناصر الحربي، والد لطالبين بإحدى المدارس التي تعاني من تشققات، مخاوفه من حدوث مشاكل خاصة بعد استفحال الأمر، مؤكداً أن المدرسة لم تعد صالحة. وأضاف أن المطالبات مازالت مستمرة لإيجاد حلول لمشاكل التصدعات التي تثير مخاوف العائلات على أبنائها.