إلى وقت قريب كانت المعتقدات الغريبة ذات الصلة بالعرافة وغيرها من الغيبيات حكراً على مجتمعات يصوروها كثيرون على أنها بدائية لم تأخذ بأسباب الحضارة.
لكن المونديال الحالي كشف أوجه أخرى، فما عادت القناعة بالعرافة حكراً على مجتمع دون آخر، بل طرقت أبواب أكثر دول العالم تقدماً صناعياً وتقنياً، حيث بدا الألمان على قناعة تامة بتوقعات وعرافة الأخطبوط بول المركون في أحد حدائق الأحياء البحرية في بلدهم، والذي بدأ يتحول إلى ظاهرة مع توقعاته المثالية بانتصار طرف على آخر في مباريات المونديال، خصوصاً أن أياً من توقعاته للنتائج لم تخطيء حتى الآن.
والعرافة لغة هي ممارسة للتنبؤ بالمستقبل، وعادة ما تستخدم فيها وسائل خفية أو خارقة للطبيعة، بغرض الكسب المادي، لكن حتى مع أن بول هذا لايستخدم إلا غريزته، وحتى لو صادف الأمر نجاحاً له حتى اليوم، فإن الانجراف خلف توقعاته يبدو أمراً مستهجناً وغير لائق فيمن طرقوا بوابة القرن الحادي والعشرين منذ أكثر من عقد من الزمن.
"عرافة" بول ليست سوى ترويج وتسويق ودعاية، لكن كثيرين يقعون في الفخ، الذي لن ييقى منصوباً طالما أنه أدى غرضه، وطالما أن المونديال يكاد يطوي صفحاته ولم يعد من حاجة لمزيد من الترويج.