بلدية أحد المسارحة بعد أن كانت مصدر فخر واعتزاز المجتمع والفرد في المحافظة قبل أكثر من ثلاثة أعوام، أصبحت اليوم مصدر تذمر مستمر للناس، من خلال ترك مهامها الأصيلة، المتمثلة في جميع الأعمال المتعلقة بتنظيم منطقتها وإصلاحها وتجميلها والمحافظة على الصحة والراحة والسلامة العامة والواقع أبلغ شاهد. حيث تعاني معظم القرى من تهالك الطرق، وغياب الرصف والإنارة، وشح في التشجير، وعدم احترام حرمة الأموات بتسوير المقابر المكشوفة أو ذات الجدران البالية، وضعف مستوى النظافة للطرق والقرى والأحياء، وغيرها من الخدمات التي تمس جوهر حياة الإنسان.
ونظراً لضيق المساحة سأكتفي بذكر حالة قرية واحدة ممثلة لمعظم القرى المنسية والمهملة من قبل البلدية، إنها قرية (سوق الليل)، حيث تعاني القرية على أرض الواقع من تدني مستوى النظافة لطرقها وأرجائها، ورداءة طرقها، وغياب إنارة الطرق القديمة. إضافة إلى خطورة الطريق الدائري الجنوبي الذي ما زال تحت التنفيذ لعدم وجود أدوات وإرشادات سلامة للمشاة، وسقوط جزء كبير من سور المقبرة الحالية للقرية، إلى جانب التعدي على أراضي سكان القرية التي توارثوها جيلاً بعد جيل، بقيام البلدية بإرسال مساح غير سعودي لوضع علامات وإحداثيات أمام المنازل، أي داخل حرم القرية. بحجة أن تلك الأراضي المملوكة بحجج استحكام وأوراق بيع وشراء قديمة ملك للدولة، رغم وضوح المراسيم الملكية الكريمة في هذا الشأن، بل إن بعض العلامات الأسمنتية تم وضعها أمام بوابات المنازل!