"رب صدفة خيرٌ من ألف توضيح"..
تصادف إعلان مدير جامعة الحدود الشمالية زيادة أعداد المقبولين والمقبولات بنسبة 10 % ووزع الخبر على الصحف ووكالة الأنباء السعودية، مع تقرير "الوطن" الذي كشف أن الجامعات السعودية لم تغط سوى 53% من إجمالي مقاعدها الدراسية. كما كشف التقرير أن جامعة الحدود الشمالية بالتحديد لم تشغل إلا 80 % من إجمالي المقاعد الدراسية لديها، مما يعني أن 20 % منها لا يزال شاغراً ويبلغ عددها ألف مقعد من أصل 5 آلاف مقعد..!
ولم أستطع أن أستوعب كرم مدير الجامعة بزيادة 10% بينما المقاعد الشاغرة في جامعته 20%؟
أليست الزيادة مقبولة حين يكون عدد الطلاب أكثر من المقاعد ليستوعب الباقين وليس العكس!
أحياناً بعض الأسئلة تحتاج علامة تعجب وليس علامة استفهام!
وأليست مصيبة أن تضع وزارة (ما) شروطاً ومعايير لتقديم خدماتها وتبدأ هي بمخالفة تلك الشروط والمعايير علانية، وأليست المصيبة الأكبر ألا تعتذر عن تلك المصيبة وذاك التقصير علانية أيضاً..!
جميل أن تفتتح وزارة التعليم العالي جامعات في محافظات مثل شقراء والمجمعة، وليس جميلاً ألا تساوي الوزارة محافظة مثل حفر الباطن بالمحافظتين رغم أنها تستحق "جامعة" بناءً على المعايير التي حددتها الوزارة، والتي منها الكثافة السكانية، وعدد سكان حفر الباطن يعادل عدد سكان المحافظتين معاً، والبعد الجغرافي عن المدن الكبرى ولا نحتاج إلى خريطة لنعرف أن حفر الباطن أبعد عن المدن الكبرى من شقراء والمجمعة..!
لا يفترض أن تكون الخدمات تمنح للمدن والمحافظات والمواطنين بناءً على "الصوت العالي" و"المطالبة" ومبدأ "ما ضاع حق وراه مطالب"، بل يفترض أن تقدم الخدمات والحقوق لمن يستحقها قبل أن يطلبها، وأن تكون المعايير عاملاً لإعطاء كل ذي حقٍ حقه.
لست من سكان حفر الباطن، لكنني أعتقد أنها تستحق التفاتة من وزارة التعليم العالي، لأن شروط ومعايير افتتاح الجامعات منطبقة عليها ولم تنل حقها حتى الآن.