اعتمد المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة خلال اجتماعه في الجزائر أمس مشروع "وثيقة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: المنجزات والآفاق المستقبلية"، مثمنا ما حققته المبادرة من نتائج ومنجزات. وأكد المؤتمر على ضرورة التنسيق الفعال بين الجهود الرامية إلى إنجاح مشاريع الحوار بين الأديان والثقافات، وتحقيق التكامل بين المبادرة وغيرها من مبادرات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والتعارف والتحالف بين الحضارات، وفقا للأطر المنهجية والتدابير العملية التي حددتها الوثيقة.

ودعا المؤتمر وزارة الثقافة والإعلام في المملكة إلى رفع هذه الوثيقة إلى الجهات المشرفة على رعاية المبادرة في المملكة، من أجل تبنيها والعمل على ترويج مضامينها وتفعيل مقترحاتها واعتبارها خريطة طريق لتحقيق مقاصدها وغاياتها النبيلة. ودعا المؤتمر الإيسيسكو إلى إعداد خطة عمل تفصيلية لتفعيل مضامين الوثيقة وتوصياتها، بما يكفل تحقيق أهداف مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وإشراك المنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني والمؤسسات والمراكز الفكرية والعلمية العاملة في مجال تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات في إنجاح هذه الجهود.

وأوضح المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري أن هذه الوثيقة تناولت في نقاط محددة مبادرة خادم الحرمين من خلال الأطر المرجعية الإسلامية والأهداف الإنسانية، كما تناولت في جزئها الثاني، صلتها بالمجال الإسلامي والفضاء العالمي، وخصصت الجزء الثالث منها للأوساط الثقافية والدينية والحاضنة السياسية الدولية، والجزء الرابع للأطر النظرية والآليات التنفيذية. وقال التويجرى إن هذه الوثيقة أكدت أن مبادرة خادم الحرمين تستوعب القيم الدينية والإنسانية للحوار، وتمنح فرصة ثمينة لأصحاب النوايا الحسنة لتعزيز ثقافة الحوار وقيم التعايش وتمتين أواصر المودة بين البشر. وأعلن التويجري أن الوثيقة اهتمت بالتكامل بين مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وغيرها من مبادرات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والتعارف والتحالف بين الحضارات، والانتقال من مستوى التنظير والتأطير إلى مستوى التنزيل والتفعيل.

من ناحية أخرى، اعتمد المؤتمر مشروعاً خاصاً لتكوين الصحفيين والإعلاميين لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية. ودعا المؤتمر الإيسيسكو إلى مواصلة الاهتمام بتكوين الصحفيين والإعلاميين داخل العالم الإسلامي وخارجه، من أجل امتلاك التقنيات الحديثة الكفيلة بمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، استناداً إلى مضامين المنهاج المعتمد، وتعزيز التعاون والشراكة مع معاهد تكوين الصحفيين والإعلاميين في الغرب ذات الاهتمام المشترك لتحقيق ذلك.