في العقد الأول من الألفية الثانية تغيرت شعوب الخليج في تلقيها للمعلومة.. حيث انتقلت من تلقي المعلومة الحكومية إلى معلومة الفضاء المفتوح. في الوقت نفسه كانت حكومات المنطقة تكافح التطرف وتبحث عن نماذج معتدله تظهر على الشاشات لتصنع رأيا دينيا معتدلا، تلقف هذه الحاجة من يسمون بـ"حركيي التيار الإسلامي" وغيروا جلدهم فورا من معارضين إلى موالين تائبين ليفتح لهم المجال.
اقتنصوا فرصة عشر السنوات الماضية لتكوين الشعبية على القنوات الفضائية، فأخفوا مخالبهم تحت غطاء القصص المؤثرة، والبرامج الاجتماعية، وفقه التسهيل الذي يجذب الجماهير ويبعدهم عن العلماء الثقات.. إلى أن جاءت سموم الربيع فتغيرت النغمة وخشن الصوت وظهر المخلب.. وجاءت فرصتهم التاريخيه التي لا تتكرر، فبدأوا يركزون على الإعلام الجديد الذي غير المنطقة أملا في أن يوصلهم إلى ما وصلت إليه مرجعياتهم من كراسي الحكم. وعقد اجتماع في بيت أحدهم في أكتوبر العام الماضي ضم كثيرا من أعضاء الاتحاد العالمي للعلماء (الحركيين) وعلى رأسهم أمينه المساعد لشؤون الإعلام لإعلان خطة التواجد في "تويتر".
مستعجلون هم وخائفون من ضياع فرصتهم.. لا يتطرقون أبدا للفوضي والانهيار الاقتصادي في بعض دول الربيع.. ولا لسلبيات من يمولهم.. مطبلون هم لأي سلبية في دولهم وأي منتحر.
في الأسابيع الماضية بدأوا في تناغم هجوم ضارٍ على الإمارات.. هدفه إما حكم الإمارات أو فلوسها.. فلوسها طبعا ليست لهم، بل لمرجعياتهم المتورطة في دولهم التي تنتظر أن ينهضوا بها.
ابتزاز سياسي، هم أحجاره ولكن اللاعب بعيد هناك.
الإمارات في مرمي النيران والدور على الجميع إلا...