أكد مستشار وزير العدل، المتحدث الرسمي للوزارة الشيخ منصور القفاري، أنه لا يكفي أن تهتم الأجهزة العدلية بتحقيق العدالة فقط، بل لا بد أن يكون تحقيقها للعدالة وفق أسلوب معياري محدد، يضمن كسب ثقة الناس واحترامهم للسلطة المنوط بها تحقيقها، بما يسهم في ترسيخ مفهوم الدولة لدى كافة أفراد المجتمع، ويخلق لديهم شعورا متناميا بالمواطنة والانتماء.

وقال في تصريح صحفي أمس: إن من أهم المبادئ القضائية التي تهدف إلى تحقيق هذه الغاية، مبدأ "علنية جلسات المحاكم"، باعتباره مبدأ راسخا للقضاء في المملكة، إذ لم يخل أي تنظيم قضائي في هذه البلاد منذ تأسيسها من النص على هذا المبدأ وتأكيده، وهذا المفهوم المعياري للعدالة، الذي أقرّته النظم الحديثة، له جذوره الراسخة في الشريعة الإسلامية، إذ يقول الله عز وجل في كتابه العزيز (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

وأوضح القفاري أنه من المعنيين بمد جسور التواصل مع المجتمع والإعلام في وزارة العدل منذ عامين، واستشرف هذه الرؤية لفكرة العدالة ومعيار تحقيقها، عندما كُلف عام 1430 بإعداد خطة العمل المتعلقة بمكتب المتحدث الرسمي للوزارة ضمن مبادئ وأسس حددها لهذه الخطة من أهمها: الشفافية والوضوح في التعامل مع وسائل الإعلام، والتواصل المستمر مع رجال الإعلام ووسائله، وعدم إخفاء أي معلومة عنهم من حقهم الاطلاع عليها، والحرص عــلى إيصال رسالــة مرفق العدالــة للرأي العام في الداخــل والخارج، وذلك سعيا لتحقـيق المفهوم الحديث لفكرة العدالة.

وأكد القفاري أنه تم إعداد خطة العمل، وبدأ تنفيذ أولى مراحلها، وذلك بتجهيز مكتب المتحدث الرسمي وإعداده ليبدأ مهامه وفق الخطة المعدة، وصولا لمرحلة تهيئة مباني المحاكم ومجالس القضاء، لتتسع للجمهور الراغب في حضور الجلسات من الإعلاميين وغيرهم، تحقيقا لمبدأ علنية الجلسات، وأن هذا المبدأ كان قائما ومطبقا في المحاكم، وأن الوزارة تسعى إلى مزيد من التفعيل لهذا المبدأ، حيث كانت البداية في هذه المرحلة بمبنى المحكمة الجزائية المتخصصة ـ وذلك نظرا لما تمثله نوعية القضايا المنظورة في هذه المحكمة من أهمية لدى الرأي العام ـ حيث تمت تهيئته لاستقبال الأعداد الراغبة في الحضور من الإعلاميين وغيرهم، وستتلوها تهيئة بقية المحاكم لهذه الغاية، وما زال العمل مستمرا في تنفيذ بقية مراحل خطة العمل الإعلامية.

ووجه القفاري رسالة للإعلاميين مفادها "إن التواصل مع وسائل الإعلام بكل شفافية ووضوح خيار استراتيجي لوزارة العدل، نسعى من خلاله إلى تحقيق العدالة وفــق أسلوب عصري معيـاري يهــتم برأي المجتمع ويسعى إلى كسب ثقته واحترامه، كما نسعى من خلاله أيضا إلى إبراز الصورة المضيئة لمرفق القضاء في هذه البلاد التي تطبق أحكام الشريعة الإسلامية وتعتبر ذلك أحد مفاخرها بحق، ووزارة العدل على قناعة تامة بأن هذا الهدف النبيل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التواصل المستمر مع رجال الإعلام ووسائله.

ومن هنا فإني أرجو أن أسهم مع إخواني الإعلاميين في الوصول إلى هذه الغاية من أجل خدمة هذا الوطن الذي ينتظر منا جميعا الكثير من الوفاء والبناء والعطاء".