كشف رئيس أقسام الغدد الصماء والسكري في مستشفى الهدا العسكري في الطائف الدكتور سعود بن نفاع السفري عن احتلال المملكة المرتبة السابعة عالميا في الإصابة بمرض السكري، من بين قائمة تشمل أكثر من 160 دولة، وذلك بحسب تصنيف الاتحاد العالمي للسكري.

وأشار الدكتور السفري إلى أن الأرقام تظهر أن 24.6% من السعوديين مصابون بهذا المرض، وهناك توقعات بإصابة 11% منهم خلال السنوات الثلاث المقبلة إن لم يعدلوا نمط حياتهم وسلوكهم الغذائي.

وأكد السفري أنه في مقابل اكتشاف حالة واحدة تكون هناك حالتان لم تكتشف إصابتهما، وقد لا يكتشف مريض السكري إصابته بالمرض إلا عند تعرضه لمضاعفات خطيرة، حيث إن الأعراض الكلاسيكية لا تظهر سوى عند 20%، والبقية يكون عندهم المرض صامتا لمدة تتراوح من خمس إلى عشر سنوات دون أن يظهر، ويكتشف عن طريق الصدفة، ويدل على ذلك المضاعفات التي قد تصيب المريض.

وطالب السفري صانعي القرار في وزارة الصحة بإجراء كشف طبي دوري للطلبة والموظفين في كل عام حتى نتجنب الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري والسمنة، وأشار السفري إلى أن المملكة تعتبر من أكبر عشر دول مصابة بالسكري حسب آخر تقرير عن منظمة الصحة العالمية، إثر دراسات شملت شرائح مختلفة من المجتمع وكانت تأخذ في الحسبان العمر، وأضاف أن المشكلة الكبرى التي تواجهنا في أنه يكاد يكون نصف سكان المملكة تحت الثلاثين سنة، وبمجرد ما يتعدى هؤلاء عمر الثلاثين قد نشاهد قفزة أكبر في عدد المصابين بمرض السكري، وأرجع السفري أسباب انتشار المرض إلى تغير نمط الحياة ونمط التغذية وقلة الحركة، وأشار إلى أن الأكل الذي يتناوله السعوديون يحتوي على سعرات حرارية عالية جدا دون استخدام لها، مشيراً إلى أن النشويات والدهون هي أبرز سمات المائدة السعودية، مع غياب ثقافة ممارسة الرياضة.

وأكد السفري أن الرعاية الصحية في المملكة تركز على علاج المرض فقط، العلاج الأولي أي نعالج بالأدوية، مشيراً إلى أنه ولكي نلحق بالدول المتقدمة لا بد أن نصل للمرحلة الثانية التي هي دراسة الأسباب وتطويرها والبحث فيها، وأضاف السفري أن الدول المتقدمة وصلوا في الأول إلى العلاج وبعد ذلك أخذوا يبحثون عن منع المرض، وأضاف السفري إلى أننا نعاني من تركة كبيرة، حيث يستنزف المرض مبالغ ضخمة من ميزانية الصحة العامة، وهذا يؤدي إلى أن باقي الميزانية لا تكفي للبحث في أسبابه وطرق الوقاية منه.