على الرغم من ارتفاع معدلات النمو السياحي التي سجلتها المنطقة العربية خلال العام الماضي 2010، إذ بلغت نحو11% لتمثل ثلاثة أضعاف النمو العالمي، واستقبلت 78 مليون سائح، إلا أن الحركة السياحية الوافدة إلى الدول العربية تأثرت كثيراً خلال العام الجاري، وبخاصة دول الربيع العربي.
وقالت المستشار المفوض بجامعة الدول العربية الدكتورة نوال برادة في تصريحات خاصة إلى "الوطن" إن دول الربيع العربي كانت الأكثر تضرراً خلال العام الجاري من حيث الحركة السياحية الوافدة إليها، إذ تراجعت بنحو 38% خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري بسبب اندلاع الثورات وما تبعه من توترات سياسية وأمنية.
وأكدت أن كلا من مصر وسوريا ولبنان واليمن وليبيا استأثرت بالنسبة الأكبر من حيث انخفاض معدلات السياحة الوافدة إليها لتتناقص أعداد الزائرين لمصر بنسبة 35% ولبنان بـ 25 % وسورية بنحو 36% واليمن بـ 37%. وكانت التراجعات في الإيرادات واضحة بشكل كبير، إذ تراجعت إيرادات تونس من السياحة بنسبة 50% ومصر 26%، وهو ما جعل المجلس الاستشاري العربي يخصص بنداً للسياحة العربية للخروج من الأزمة.
وأوضحت برادة أن السياحة تمثل أهم مكونات الصادرات، كما أنها من الأنشطة التي تساهم في زيادة الإيرادات من العملات الأجنبية، لافتة إلى أن 940 مليون سائح تحركوا من مكان إلى مكان العام الماضي عالمياً، أنفقوا نحو 926 مليار دولار جعلوا من السياحة تساهم في الاقتصاد العالمي بمساهمة قطاع السيارات نفسها. وفي سياق متصل، قال رئيس قطاع السياحة الدولية بالهيئة العامة المصرية لتنشيط السياحة الدكتور سامي محمود في تصريحات إلى "الوطن" إن السياحة العربية إلى مصر تراجعت بنحو ملحوظ، وبخاصة تلك الوافدة من دول الخليج العربي، لتتراجع بنحو 30% خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري، مشيراً إلى أن إجمالي السياحة العربية الوافدة لمصر بوجه عام تراجع بنسبة 20% ليسجل 1.65 مليون سائح في مقابل 2.1 مليون سائح في الفترة ذاتها من عام 2010، إلا أن تراجعها كان أقل حدة من تراجعات السياحة الأوروبية والأميركية.
وأضاف أن مصر استقبلت نحو 8 ملايين سائح على مدار الشهور العشرة الأولى من 2011، في مقابل 12 مليون سائح في العام الماضي، وذلك بنسبة تراجع قدرها 33%، متوقعاً زيادة أعداد السائحين إلى مصر بنحو 10.5 ملايين سائح بنهاية العام الجاري بإيرادات متوقعة قدرها 8.5 مليارات دولار بنهاية العام، مقابل 12.5 مليار دولار في العام الماضي.
وتوقع محمود عودة الحركة السياحية إلى معدلاتها الطبيعية إلى الدول العربية، خلال العام المقبل 2012 مع تشكيل الحكومات وعودة الاستقرار، مشيراً إلى أن عام 2012 سيكون الأفضل سياحياً بالنسبة لجميع الدول العربية، وبخاصة دول الربيع العربي.