زميلتنا في "الوطن" سامية البريدي طلبت مني المشاركة في تحقيق صحفي حول رفض وكيل وزارة الثقافة المكلف مناقشة لائحة الأندية الأدبية أثناء اجتماع رؤساء الأندية الأدبية قبل أيام.. لم أشأ المشاركة في أي حديث عن الأندية الأدبية لأنني كنت إلى ما قبل العام الماضي جزءا منها.. لكن هذا لا يمنع الحديث حول بعض أوضاعها!

خذوا مثلاً: الذي أعرفه جيداـ وتعرفونه أنتم بطبيعة الحال ـ أن خزينة الأندية الأدبية في بلادنا استقبلت العام الماضي عشرة ملايين ريال وهي المنحة التي قدمها الملك ـ يحفظه الله ـ لهذه الأندية دعما لها.. عشرة ملايين ريال تم إيداعها في حساب كل ناد أدبي في المملكة.. اللافت أن الوزارة تركت للأندية حرية التصرف بهذه المبالغ دون شرط أو قيد.. ودون مساءلة.. أصرفها كيفما تشاء، وأينما تشاء.. لن نسألك عنها.. فقط إن أردت أخبرنا للإحاطة!

منذ سنة، وحتى اليوم لم تكلف وكالة الوزارة للشؤون الثقافية نفسها أن تسأل الأندية الأدبية ماذا فعلتم بالملايين؟ أين ذهبت؟ كيف صرفت؟ ما الأنشطة التي قمتم بها والتي توازي هذه المبالغ الضخمة؟ ـ قبل أن أنسى، ضعوا في حسبانكم وحسابكم أن الوزارة تدعم الأندية الأدبية سنويا بمبالغ من فئة المليون، أي أن الملايين العشرة كانت خارج الحسابات تماما!

كنت كغيري أظن أن اجتماع وكيل وزارة الشؤون الثقافية المكلف، برؤساء الأندية الأدبية لمساءلتهم كيف وماذا فعلوا بالدعم الكبير الذي دخل حسابات أنديتهم.. لكن شيئا من ذلك لم يحدث، ولذلك يبدو أننا مضطرون لتوجيه نداءاتنا الجادة للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ـ "نزاهة" ـ للبحث والتدقيق في واردات ومصروفات هذه الأندية.. لا نتهم أحدا بسوء ولكن لتطمئن قلوبنا.