تظاهر آلاف المحتجين السوريون ضد الرئيس بشار الأسد في "جمعة الجامعة العربية تقتلنا" لإدانة "جمود الجامعة العربية"، بينما أعلنت موسكو عن زيارة لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع من أجل إجراء "محادثات جدية" حول الأزمة السورية. وجاء إعلان موسكو غداة حديثها المفاجىء عن مشروع قرار تقدمت به في الأمم المتحدة يدين أعمال العنف التي ترتكبها "جميع الأطراف" في سورية. ويشدد مشروع القرار الروسي على النقاط التي يرفضها الأوروبيون والأميركيون، حيث يدين العنف الذي ترتكبه "جميع الأطراف ومن ضمنه الاستخدام المفرط للقوة من قبل السلطات السورية"، بحسب المحللين. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع روسيا حول مشروع القرار الذي قدمته إلى مجلس الأمن، غير أن الأخير بنصه الحالي "يتضمن عناصر لا نستطيع دعمها" بحسب أقوالها. ومن جهته قال المعارض السوري بسام جعارة من مقره في لندن "لا يسع موسكو أن تواجه الغرب فترة طويلة. فمن خلال دعمها النظام السوري، تبدو موسكو وكأنها تدافع عن القاتل".

ومع دخول الاحتجاجات في البلاد شهرها العاشر سارت تظاهرات في مختلف الأنحاء تحت عنوان "الجامعة العربية تقتلنا" ولاسيما قرب دمشق وفي إدلب وفي دير الزور. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 200 ألف شخص تظاهروا الجمعة في شوارع حمص وحدها. ويرى المعارضون أن المهلة العربية الممنوحة لسورية قبل اتخاذ إجراءات ضد القمع "تمنح النظام الوقت لقتل المزيد من السوريين". وفي سياق متصل قال نشطاء بالمعارضة إن قوات سورية تدعمها دبابات اقتحمت منطقة قرب الحدود مع الأردن بحثا عن منشقين عن الجيش. وترددت تقارير مفادها أن المنشقين الذين انضموا إلى المعارضة قتلوا أكثر من 45 جندياً من القوات الحكومية في هجمات على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

في هذه الأثناء يعقد المجلس الوطني السوري الذي يمثل غالبية تيارات المعارضة ضد نظام دمشق، اجتماعاً يستمر ثلاثة أيام في تونس ليدير بشكل أفضل ويسرع سقوط نظام الأسد. وقال رئيس المجلس برهان غليون عشية افتتاح المؤتمر إن "الأسد انتهى وسورية ستصبح ديمقراطية والشعب سيكون حراً أيا كان الثمن". وأكد أنه "يجب توحيد المعارضة لإعطائها مزيداً من القوة. علينا أن ننجز هذا المؤتمر بتنظيم أكبر وتوجهات أوضح ومزيد من الطاقة"، بينما ينتظر وصول حوالي 200 من أعضاء المجلس إلى العاصمة التونسية. وقال الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي إنه يعارض التدخل الأجنبي في سورية. وقبل ساعات من افتتاح مؤتمر المعارضة السوري ذكر المرزوقي في مقابلة "قلبي مع سورية وتضامني معها. آسف لأن الأمور انزلقت نحو العنف وبدأت قصة التدخل الأجنبي. أنا طبعاً ضد التدخل الأجنبي" في سورية. غير أن المرزوقي شدد على أن ذلك لا يعني أن "أبرر الدكتاتورية التي أدت إلى انزلاقات". وفي وارسو قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس إن على الرئيس السوري أن يتنحى ويترك الشعب يحدد مصيره، واصفا عنف نظامه ضد المحتجين بأنه أمر لا تقبله الإنسانية.

ومن جانبه أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أن اجتماع اللجنة العربية المكلفة بالملف السوري سيعقد اليوم في الدوحة بعد أن كان مقرراً عقده في القاهرة، في حين تم تأجيل اجتماع لوزراء الخارجية العرب كان مزمعاً إجراؤه في اليوم نفسه إلى أجل غير مسمى.