هناك أناس يحبهم الإنسان دون أن يلتقيهم.. من الذين على رأس القائمة بالنسبة لي مولانا/ " أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري" ـ عفا الله عنه، وكفانا شره ـ اللهم آمين!
كتب قبل سبع سنوات ـ سبع الله العدو ـ مقالاً على صفحة كاملة ـ تخيلوا ـ يرد فيه على الفقير لله حينما كان فتى مغوارا قبل أن يصبح شيئا آخر.. أتذكر أنني قرأت الرد مرتين، وفي الثالثة مزقت الرد؛ لغاية في نفسي؛ سأفصح عنها يوما ما!
اليوم سأدخل -كالنسيم- بينه ،عفا الله عنه، وبين الشاعر عبدالرحمن العشماوي..
بالله تخيلوا لو أن نزاعا مسلحاً نشب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وأرادت دولة صغيرة جداً أن تتدخل لفض النزاع.. هذا أنا تماما بين الرجلين!
الثاني قال في الأول وصاحبه أبي تراب "رحمه الله" ـ ما لم يقله مالك في النبيذ الأحمر المعتّق ـ والأول رد على الثاني ردا يضاهي رد "هاري ترومان" على "هيروهيتو"..!
الفرق في حالة الأول أنه ليس ثمة ولد صغير وولد سمين.. فقط ثمة ولد يشبه نعمان في "افتح يا سمسم" و"ويلك يا اللي تعادينا يا ويلك ويل"!
العشماوي خالف ـ بشكل فج ـ الهدي النبوي الذي يحث على:" اذكروا محاسن موتاكم" .. فذهب يشنع على أبي تراب ـ رحمه الله ـ وينعته بصفات جارحة خارجة عن المألوف تماماً.. بينما الثاني ذهب يخاصم فأوغل ووصل إلى بياض العظم.. و"فجر في خصومته"..
القنبلة النووية رفعت درجة حرارة هيروشيما إلى 4500 درجة وخلّفت وراءها أكثر من 70 ألف قتيل في لحظة واحدة.. والآلاف غيرهم في اللحظات التالية.. لم تكسر اليابان.. بمعنى: رد الظاهري لن يكسر عظم العشماوي.. لكن ـ وآه من لكن ـ سحابة "عش الغراب" ستؤذي محبي الرجلين.. وستتشكل على شكل حلقات وأسئلة: أهذا هو أدب الخلاف.. أم أن للسن أحكامها؟! أم أن وراء الأكمة ماوراءها؟!
يا أمان الخائفين!