انحسرت التقليعات الشبابية التي كانت السمة البارزة في "التحلية" أحد أهم شوارع العاصمة السعودية الرياض، أمام انجذاب مرتاديه من الشباب لـ"التقنية"، وتراجعت مشاهد الضجيج بشكل لافت، لتحل مكانها أصوات الأجهزة الذكية التي يغص بها المكان من كل جانب.
وأضاف شباب الرياض "التقنية الحديثة" لقائمة اهتماماتهم أثناء تجوّلهم في شارع "التحلية" الشهير باستقطاب شباب العاصمة نهاية كل أسبوع لممارسة بعض التقليعات والهوايات كالاستعراض بالسيارات المعدّلة والفارهة والدراجات النارية وتقليد بعض المجتمعات الغربية في آخر الصرعات الشبابية، إلا أن التقليعات بدأت تنحسر شيئا فشيئا مقابل الاهتمام بالأجهزة التقنيّة الحديثة كالأجهزة اللوحيّة مثل الآيباد والجالكسي، وأجهزة الجوال الذكيّة كالآيفون والبلاك بيري التي يمسك بها الشباب على طاولات مقاهي الكوفي شوب والكل منهمك في تصفح المواقع الإلكترونيّة وتطبيقات الدردشات ومتابعة آخر الأحداث.
ولم يتوقف الشباب عن ملازمة تلك الأجهزة أثناء جلوسهم في المقاهي بل تعدّاها إلى الانشغال بها حتى وهم داخل سياراتهم أثناء الدوران في الشارع الشهير باستقطاب الشباب، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع وهو مشهد يعتبره الشاب عبدالله الشايع بديلا عن بعض التقليعات الشبابية التي كان يمارسها الشباب قبل ظهور هذه الأجهزة التي "شغلتهم" حتى وهم داخل السيارات؛ حيث يزدحم الشارع وتسير فيه السيارات ببطء وحينها لا تشاهد داخل الكثير من السيارات سوى وميض شاشات الأجهزة الذكيّة التي شغلت أوقات فراغهم وساهمت في الحد من التقليعات "المزعجة" التي كانوا يمارسونها في أوقات سابقة كالسباقات بالدراجات النارية وتشغيل الأغاني بأصوات مرتفعة وممارسة بعض السلوكيات الخاطئة.
ويشير الشاب محمد السلطان إلى أن التقنية الحديثة استطاعت تحويل اهتمام الشباب من ارتياد الشارع للدوران والاستعراض إلى مشهد آخر تحوّل فيه شارع التحلية إلى ملتقى تقني بامتياز؛ حيث غالبية طاولات مقاهي الكوفي شوب تزدحم بالأجهزة الإلكترونية الحديثة التي ينهمك الشباب خلف شاشاتها لمتابعة المواقع التفاعليّة ومواقع التواصل الاجتماعي؛ وبالتالي تراجعت مشاهد "الضجيج" والتقليعات الشبابية إلا من قلّة من هواتها الذين ينتظرون نهاية الأسبوع لقضاء وقت فراغهم بعيداً عن المنازل وهموم الدراسة والعمل.
ويشير عاملون في مقاهي كوفي شوب ومطاعم منتشرة على جنبات شارع التحلية إلى أنهم يوفرون شبكة إنترنت لا سلكيّة لاستقطاب زبائنهم الذين يحضرون لمحلاتهم بأجهزة آيباد وجوالات آيفون وبلاك بيري وسامسونج وغيرها من الأجهزة الذكيّة ويطلبون ربطها بشبكة الإنترنت قبل أن يطلبوا المشروبات والمأكولات، وحين لا يجدون مثل خدمات "النت" يغادرون المحل لموقع آخر تتوفر فيه شبكة الإنترنت، وهي وسيلة جذب كبيرة تسعى من خلالها الكثير من المحلات لاستقطاب الزبائن الذين يقضون أوقاتاً طويلة منشغلين بأجهزتهم الذكيّة بعكس ما كان يحدث سابقاً من ضجيج وتقليعات شبابية لقضاء أوقات فراغهم.