السير على الطريق الرابط بين الجوف وحائل أصبح مغامرة لا يجيدها ويأمن عواقبها إلا العارفون بسلبياتها، والذين يدركون افتقار الطريق لأبسط وسائل الأمن والسلامة، فالذين يعرفونه يسمونه "طريق الهلاك" وآخرون يسمونه "طريق الموت"، لكثرة الحوادث التي نجم عنها وفيات لخلوه من مراكز الإسعاف على امتداد 350 كيلومترا.

ويقول المواطن علي الفريح: الخدمات لم تشمل الطريق، وما زال على طول امتداده يفتقر لمحطات الوقود، مضيفاً أن سالكي الطريق يخزنون الوقود في "البراميل" بطريقة تقليدية لضمان مواصلة السير، كما أشار إلى ضرورة تشجير جانبي الطريق لمنع غزو رمال الصحراء للسيارات والمسافرين، مطالباً بتوفير الخدمات اللازمة لتأمين سلامتهم.

خوف ومغامرة

ويروي المواطن عادل العنزي أنه كثيراً ما يسلك طريق الجوف- حائل، وتعتريه حالة من الخوف والذعر من مصير مجهول قد يتعرض له بين الفينة والأخرى، خاصة عندما يكون برفقة عائلته، خوفاً من انقطاع الوقود وتوقف المركبة في الطريق، خاصة أن الطريق خال من المحطات، ويفتقر لأبسط وسائل السلامة.

حيوانات سائبة

ويذكر المواطن نايف العبدلي، أنه تعرض لحادث اصطدام بجمل أثناء عبوره للطريق، مشيراً إلى أنه أنقذ بأعجوبة عقب الحادث الذي وقع في منتصف الليل، مبيناً أنه لا يوجد مراكز إسعاف ولا خدمات لسلامة المسافرين، وجرى إسعافه عن طريق بعض المسافرين إلى مركز أبوعجرم الذي يبعد عن سكاكا (100 كيلومتر). وأضاف أن محطة أبو غالب، هي المحطة اليتيمة على طريق الجوف حائل، والوصول إليها بحد ذاته يشكل معاناة خصوصاً للمركبات الصغيرة.

تحت الدراسة والتنفيذ

من جانبه، أوضح مدير إدارة الطرق والنقل بمنطقة الجوف المهندس ماجد فهد الشمري لـ "الوطن" أمس، أن الحدود الإدارية التابعة لإدارة الطرق والنقل بمنطقة الجوف تبدأ من مركز الرديفة إلى 170 كيلومترا باتجاه حائل، وقال: لدينا دراسة لـ 8 معابر للجمال والماشية، وهذه المعابر يمكن الاستفادة منها للتنقل من اليمين إلى اليسار، ومن خلالها تكون هناك حرية في التنقل بالنسبة للمسافرين عبر الجهتين دونما قطع مسافة كبيرة. وبالنسبة للحيوانات، يقول الشمري: إن هناك سياجا لمنع الحيوانات السائبة من المرور العشوائي وهو تحت التنفيذ من الجهة الوسطية وعلى جانبي الطريق.

وأضاف أن هناك تقاطعات ستخدم المواطنين وستوفر لهم الأمن والراحة، وتبعد عن بعضها نحو 20 كيلو متر، مشيراً إلى أن اثنين من التقاطعات تحت الدراسة وتقاطعين جرى تنفيذهما وتقاطعا واحدا لم يحدد بسبب سكة الحديد، مبيناً أن اللائحة التنظيمية لمحطات الوقود حددت أن تكون المحطات على التقاطعات العلوية وهذا أحد الأسباب التي دعتنا لتحديد التقاطعات العلوية لتنفيذ الخدمات عليها مستقبلاً، معتبراً أن فائدة التقاطعات العلوية تكمن في تأمين حركة الرجوع، فضلا عن خدمة القرى والهجر التي تقع على جانبي الطريق.