شهد مبنى كلية الأقسام العلمية للبنات التابع لجامعة الملك خالد في أبها أمس حريقا خلّف 29 حالـة ما بين إصابة واختناق وإغماء إضافة إلى إخلاء نحو 2000 طالبة، ليعيد دق ناقوس الخطر.

وبعد نحو 3 أسابيع على حريق مدرسة براعم الوطن في جدة، لازمتها حوادث إخلاءات وتماسات في كليات ومدارس عدة، وضع الحادث مسؤولي جامعة الملك خالد وجهاز الكلية على المحك، وسط إفادات مختلفة من طالبات وأولياء أمورهن، تشير إلى أن جرس الإنذار لا يعمل، وعدم معرفة الكثير من الطالبات بالتصرف في مثل هذه الحالات، فضلاً عن تهالك المبنى، الذي ورثته الجامعة عن وزارة التربية والتعليم، وسوء مخارج الطوارىء.

واكتفت الجامعة على لسان مدير العلاقات والإعلام الدكتور عوض القرني بالإشارة إلى إيفاد فريق عمل إلى موقع الكلية للوقوف على مسببات الحادث، قائلاً إن "الحريق بسيط وانحصر في أحد المستودعات".

في حين وجه أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بتشكيل لجنة عاجلة لبحث أسباب الحريق، مبدياً استياءه مما حدث، ومتمنياً السلامة لكافـة الطلاب والطالبات.




 


لم يكد يمر أقل من شهر على مأساة حادثة مدرسة براعم جدة، حتى شهدت مدينة أبها أمس، حريقا مماثلا اندلع في مبنى كلية الأقسام العلمية بحي القابل، مخلفا 29 حالة ما بين إصابة واختناق وإغماء، من بينها حالة اختناق لأحد رجال الدفاع المدني.

وأيا كان حجم الحريق كبيرا أم صغيرا، إلا أن نواتجه وضعت مسؤولي جامعة الملك خالد وجهاز الكلية على المحك، للتعاطي مع هذه الحالات، وسط إفادات مختلفة من طالبات وأولياء أمورهن، تفيد بأن جرس الإنذار لا يعمل، وخروج بعض المسؤولات من الكلية، وترك الطالبات يواجهن مصيرهن، فضلا عن تهالك المبنى وقدمه إذ تعاقبت عليه أجيال طوال أكثر من 20 عاما ما بين طالبات من منسوبات التعليم العام، وأخريات من طالبات التعليم العالي عندما كن يتبعن لوزارة التربية والتعليم، وأخيرا ورثته جامعة الملك خالد بعد انتقال تبعية كليات البنات إليها.

وبصرف النظر عن حجم الحريق إلا أنه يفتح الباب على مصراعيه لعدد من التساؤلات، من أبرزها: ما مدى كفاية مخارج الطوارىء، وصلاحية جرس الإنذار، وتنفيذ خطط الإخلاء، وصلاحية المبنى، وكثافة الطالبات؟.

جرس الإنذار لا يعمل

وتروي إحدى طالبات الكلية " أ.ع " ما حدث بالأمس قائلة: فوجئنا صباح أمس ونحن في قاعة المحاضرات بطالبات يصرخن "حريق.. حريق"، عندها غادرنا الكلية بسرعة وسط سقوط بعضنا من جراء التدافع، وما تعرضت له أخريات من حالات إغماء. وأكدت أن جرس الإنذار لم يعمل على الإطلاق، في حين أن بعض المسؤولات في الكلية هربن منها، وتركن الطالبات.

طفايات مبعثرة

وتشير الطالبة " ن.ج" إلى أن طفايات الحريق كانت مبعثرة وغير موضوعة في أماكنها المخصصة، ولم تبرئ بعض الطالبات من العبث بها، إضافة إلى سوء مخارج الطوارىء، وعدم معرفة الكثير من الطالبات بالتصرف في مثل هذه الحالات، حيث طغى الصراخ والارتجال على الموقف، مضيفة أن كثيرا من الطالبات استخدمن البسط للف أجسامهن والخروج سريعا من الكلية عقب تهافت الجميع.

تهالك المبنى

ويقول المواطن مفرح عسيري "ولي أمر طالبة" إن مبنى الكلية قديم للغاية ومتهالك، وكانت بداياته لتعليم البنات ثم للتعليم العالي، ومع ذلك تم حشر آلاف الطالبات به، مشيرا إلى أن ابنته أكدت أن الحريق كان قريبا جدا من حضانة الأطفال التابعة للكلية. وأضاف عسيري أن المداخل المؤدية إلى مبنى الكلية ضيقة، وتشهد ازدحاما كثيفا، مما يتطلب من المسؤولين في الجامعة إعادة النظر في مبنى الكلية ومداخلها، بالتنسيق مع الأمانة.

بناتنا أمانة

ويؤكد المواطن علي القحطاني أن عددا من قريباته، يقطعن قرابة 100 كلم يوميا من شرق عسير إلى كلية الأقسام العلمية في أبها، ولا نعلم أن أوضاعهن في خطر، إلا بعد حريق الأمس الذي كشف عن غياب وسائل السلامة وتعطل جرس الإنذار، فضلا عن كشف المبنى المتهالك على حقيقته. وناشد القحطاني المعنيين بتعليم البنات بوضع سلامة الطالبات نصب أعينهم، وأن يجدوا الحلول الناجعة لتلافي ما حدث بالأمس.

إخلاء 2080 طالبة ومحاضرة

من جانبه، أشار الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد بن عبدالرحيم العاصمي، إلى أن مركز القيادة والسيطرة تبلغ بوجود حريق في مقر كلية التربية للبنات "الأقسام العلمية" بحي القابل بأبها، وعلى الفور جرى تطبيق خطة الإخلاء الطبي بالموقع، وإشعار الجهات ذات العلاقة. كما انتقلت فرق الدفاع المدني للموقع، واتضح وجود حريق محدود في غرفة مساحتها 2×2 م2، تستخدم كمستودع ملحق بأحد الفصول الدراسية بالدور الثالث بأحد مباني الكلية مما أدى لتصاعد دخان. وإثر ذلك جرى إخلاء جميع المتواجدات بالكلية بانسيابية جيدة وعددهن 2000 طالبة و80 من المحاضرات والإداريات بواسطة الحافلات التي تواجدت بالموقع، فيما جرى إخماد الحريق، وشفط الدخان بواسطة المعدات الفنية اللازمة. وأضاف العاصمي أنه جرى نقل 29 حالة ما بين هلع وخوف واختناق جراء الدخان إلى المستشفيات القريبة.

استنفار طبي

وأوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد بن عبدالله النقير أنه تم إعلان حالة الطوارئ في مستشفيات أبها أمس، التي استقبلت 29 طالبة، وأحد رجال الدفاع المدني، إذ استقبل مستشفى عسير المركزي 7 حالات، ومستشفى أبها العام 5 طالبات ورجل الدفاع المدني، ومستشفى أبها الخاص 9 حالات، ومركز الرعاية الصحية بالقابل 7 حالات. وأضاف النقير أن أكثر من 5 فرق طبية و8 إسعافات من صحة عسير شاركت فى نقل وإسعاف الحالات، فيما قامت أقسام الطوارىء بتقديم الخدمات الطبية اللازمة للمصابات، بمتابعة من مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الدكتور عبدالله بن محمد الوادعي.

إسعاف حالات في الموقع

إلى ذلك، أكد مدير الشؤون الفنية بهيئة الهلال الأحمر بعسير أحمد إبراهيم عسيري، أن معظم الحالات التي نقلت للمستشفى كانت بسبب الفزع والخوف الذي أصاب الطالبات جراء الحادث، مؤكدا أن 31 حالة نقلت بواسطة الهلال الأحمر إلى مستشفى عسير، و15 حالة تمت معالجتها في الموقع وجميعهن من الطالبات، وذلك بواسطة 6 فرق من الهلال و5 فرق من الشؤون الصحية.

7 رقابية من الهيئة

من جهته، وجه مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير الشيخ عبدالمحسن العامر بإيفاد سبع فرق من هيئات أبها بإشراف مدير إدارة القضايا في الفرع الشيخ بندر بن عبدالله آل مفرح، وذلك للمساندة في إخلاء الطالبات وتوفير الحماية لهن.

فريق لمعرفة أسباب الحريق

أما مدير العلاقات والإعلام بجامعة الملك خالد الدكتور عوض القرني فأكد أن مدير الجامعة الدكتور عبدالله الراشد وجه بإيفاد فريق عمل إلى موقع الكلية للوقوف على مسببات الحادث، واصفا الحريق بأنه بسيط وانحصر في أحد المستودعات ولم ينتج عنه سوى بعض الإصابات البسيطة.