أعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي في حصيلة جديدة سقوط "أكثر من خمسة آلاف قتيل" بسبب أعمال القمع في سورية، حاملة في مجلس الأمن على عدم تحرك الأسرة الدولية حيال هذه الأزمة. وقالت خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع لمجلس الأمن "أبلغت بأن عدد القتلى تخطى خمسة آلاف". وذكرت بيلاي بحسب دبلوماسيين حضروا اجتماع مجلس الأمن أن لدى الأمم المتحدة معلومات تفيد عن مقتل أكثر من 200 شخص منذ الثاني من ديسمبر بأيدي القوات السورية.
وأكدت بيلاي بحسب الدبلوماسيين أن "معلومات ذات مصداقية جمعها موظفو (المفوضية) تثبت ميلا إلى استخدام التعذيب بشكل منهجي وواسع خلال جلسات الاستجواب". وذكرت أن أكثر من 300 قاصر قتلوا بأيدي القوات السورية، 56 منهم خلال نوفمبر وحده وأنه يجري استخدام المدارس كمراكز اعتقال. وقالت إن "قتل أطفال بضربهم أو إطلاق النار عليهم خلال التظاهرات" بات من الممارسات "الشائعة" مثل "التعذيب وسوء المعاملة". وحذرت من أن "تقاعس الأسرة الدولية سيجعل السلطات السورية تتجرأ أكثر وسيضمن إفلات مرتكبي هذه المجازر من العقاب". وفي ختام كلمة بيلاي، أعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن "قلقه". وقال "إننا متحدون جميعا في التعبير عن قلقنا البالغ إزاء التطورات المأساوية التي جرت في سورية في الأشهر الأخيرة وفي رغبتنا في أن يتوقف كل ذلك". غير أنه أكد أن موقف روسيا لم يتبدل وقال "ما طالبت به روسيا هو الحوار. للأسف رأينا بعض الأعضاء الأساسيين في الأسرة الدولية ومجلس الأمن يبدلون موقفهم ويتجهون إلى خيار تغيير النظام" محذرا من أن "هذا في غاية الخطورة".
وفي المقابل، انتقد السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار آرو بحدة تقاعس مجلس الأمن معتبرا أنه "يتحمل مسؤولية معنوية عما يحصل اليوم في سورية". وقال إن "فرنسا تعتبر مع غيرها من أعضاء مجلس الأمن أن صمت المجلس فضيحة". من جهته قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت "نعتقد الآن أن على المجلس أن يتحرك" فيما أعلن السفير الألماني في المنظمة الدولية بيتر فيتيج أنه "من غير المقبول أن يحكم على المجلس بالبقاء صامتا". أما مساعدة سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية روزماري ديكارلو فقالت "نعتبر أن لزوم مجلس الأمن الصمت خلال الأشهر الأخيرة هو أمر غير معقول".
ميدانيا أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 18 شخصا لقوا حتفهم أمس في محافظة إدلب بينهم سبعة من عناصر الأمن. وأوضح المرصد في بيان أن 11 شخصا قتلوا وأصيب نحو 26 آخرين إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن والشبيحة فجر أمس في قريتي معرة مصرين وكفر يحمول. ثم قتل سبعة من عناصر الأمن إثر هجوم نفذه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب- باب الهوى.