استبعد خبير الطاقة والنفط عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدكتور فهد بن جمعة في تصريح إلى "الوطن" تأثر شركات البتروكيماوية السعودية بتراجع الطلب في الأسواق الآسيوية، مؤكدا أن الطلب من آسيا سيكون عند مستوياته الحالية أو يقل قليلا إضافة إلى وجود أسواق بديلة وقاعدة عريضة من المنتجات المتخصصة يمكن تسويقها في العالم.

يأتي ذلك في وقت حذرت دراسة أصدرتها شركة "أليكس بارتنرز" العالمية أمس من تراجع الهوامش الربحية لشركات البتروكيماوية في دول الخليج بسبب قوة المنافسة لتوسع عمليات الإنتاج والنفقات الهائلة المترتبة عليه إضافة إلى التباطؤ المتوقع على الطلب في الأسواق الآسيوية.

وأوضح ابن جمعة أن الأوساط البتروكيماوية تترقب تسعيرة اللقيم في المملكة العام المقبل متوقعا رفع سعر اللقيم من 75 سنتا إلى 1.5 دولار.

ولفت إلى أن الأسعار حتى وإن وصلت الضعف فهي لا تزال ميزة تنافسية لكون اللقيم يباع في الأسواق العالمية عند متوسط 3.59 دولارات على مستوى سنوي حيث يرتفع بارتفاع البترول مقابل ثابت السعر في المملكة مما يعطي الشركات السعودية أفضلية أخرى.

وأوضح أن الشركات السعودية لا تعاني من المخاوف التي تعانيها بقية الشركات العالمية بنقص اللقيم مستقبلا لتوجه المملكة بتطوير مشاريع الغاز السائل لتوفير المادة الخام.

وشدد ابن جمعة على أن الشركات السعودية تتفوق على نظيراتها العالمية بما يعرف بالمنافسة المكانية والتوزيع الجغرافي وقربها من الأسواق.

وعن أبرز إشكاليات الشركات السعودية أكد ابن جمعة أن قضايا الإغراق التي تواجهها تعد أكبر التحديات خاصة مع فرض الضرائب على واردات المنتجات البتروكيماوية مثل الهند وأوروبا بالإضافة إلى قرار جنوب أفريقيا بفرض نسبة 14% كضريبة على المنتجات البتروكيماوية.

وأوضح أن دخول الشركات السعودية في مشاريع مشتركة مع تلك البلدان سيخفف من حدة قضايا الإغراق ويتماشى مع منظمة التجارة العالمية.

وعن حجم المصروفات الإدارية الكبيرة التي وردت في الدراسة قال ابن جمعة "مصروفات كبيرة مقابل أرباح خيالية".

وكانت الدراسة أشارت إلى انخفاض معدلات استخدام المنتجات البتروكيماوية وتراجع هوامش ربحية الشركات بالرغم من أن شركات الكيماويات في الشرق الأوسط تتمتع بميزة وفرة المواد الخام للنفط والغاز.

وعزت ذلك إلى الارتفاع الهائل الذي من المتوقع أن تشهده قدرة إنتاج الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الـ3-5 أعوام المقبلة.

وذكرت الدراسة أن منطقة الخليج تتركز فيها نحو 50% من القدرات الإنتاجية الجديدة للكيماويات القائمة على الإيثيلين تصدر جزء كبير من منها إلى الأسواق الآسيوية سريعة النمو، مما يترك قطاع الكيماويات الخليجي عرضةً للتأثر سلبا بأي تباطؤ قد تشهده تلك الأسواق.

ورحجت تراجع استخدام البوليسترين ليصل إلى 50% من الطلب الحالي، في حين سيهبط معدل استخدام البولي فينيل كلوريد من 80% إلى 60%.

بدوره قال مدير "أليكس بارتنرز" الدكتور يورج فابري يتسم قطاع الكيماويات بتنافسيته العالية وحساسيته للأسعار، لذا يتعيّن على شركات الكيماويات الإقليمية تعزيز كفاءتها التشغيلية، ولاسيما مع احتمال تعرّض الاقتصاد العالمي لمزيد من الهبوط".

وأضاف سيستفيد العديد من المنتجين الإقليميين من إبرام الشراكات بفضل تكامل عمليات شركاتهم وحجم إنتاجها؛ ويمكن للكثير من شركات الكيماويات في الخليج بذل مزيد من الجهود لتحقيق الامتياز في التكامل بالاعتماد على عمليات الاستحواذ والنمو العضوي.