قالت مديرة معهد العالم العربي بباريس السعودية الدكتورة منى خزندار إن برنامج المعهد مع نهاية العام شديد التميز والخصوصية حيث سيحتفل المعهد بمرور خمسة وعشرين عاما "اليوبيل الفضي" على إنشائه، و سوف تكون هناك أنشطة تتناسب والحدث الذي استعد المعهد لاستقباله منذ شهور طويلة. وقالت لـ "الوطن": سوف يكون هناك تركيز على دروب الثقافة كافة من ندوات وسينما وموسيقى ومناقشات وسوف يكون للقدرات الإبداعية الخليجية حضورها المتميز الذي يتناسب مع حجم هذه القدرات الخلاقة. ولكن عام 2011 أيضا قد تميز بكثير من الأنشطة الثقافية الموضوع برنامجها من قبل أن أتولى إدارة المعهد، ولكن طبيعة مجريات الأمور والأحداث في كثير من البلدان العربية كان لها تأثير من دون شك فيما يخص نشاط المعهد حيث إنه ليس من المنطقي أن يكون بمعزل عن هذه الأحداث وهو المكان الذي يعد بحق سفارة العربي في فرنسا إن لم يكن في أوروبا كلها، ومن أهم هذه الأنشطة احتضان المعهد لمنتدى الربيع العربي بدعم من الخارجية الفرنسية الذي بدأ فعالياته منذ أبريل من العام الحالي. وفي إطار هذه الفعاليات سوف ينظم المعهد على مدى يومي الخامس والسادس عشر من الشهر الجاري مؤتمرا دوليا كبيرا يضم نخبة من الأسماء اللامعة في كثير من المجالات الحقوقية والقانونية والإعلامية وغيرها. ويحمل عنوان "الديموقراطية: البديل من أجل ماذا؟" ويتم تنظيمه بالمشاركة وتحت رعاية رئيس جامعة باريس ديكارت أكسل خان، ، وبدعم من وزارة الشؤون الخارجية والأوروبية في فرنسا، ومركز موريس أوريو التابع لجامعة باريس ديكارت، ويعد هذا المؤتمر جزءا لا يتجزأ من منتدى الربيع العربي.

خزندار كشفت أن المحاور الرئيسة لهذا المؤتمر حول هيكلة الرغبة في التغيير وخصوصية الأوضاع الوطنية في كل بلد، ودور المنظمات النسائية، وسائل الإعلام، والحركات الدينية، والأوضاع في ليبيا فيما يتعلق بالخصوصية القبلية الخاصة بها. أيضا يتطرق المؤتمر إلى اختلاف المميزات ما بين تونس ومصر وليبيا، وما يمكن القيام به تجاه سورية واليمن.

وفي جلسات المؤتمر وموائده المستديرة سوف يكون هناك أيضا نقاش موسع حول دور القوات المسلحة الوطنية حول العالم في حماية الديموقراطية ودور منظمات حقوق الإنسان، ومنظمة الأمم المتحدة، ومواقف الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، ومواقف الاتحاد الأوروبي عامة وفرنسا خاصة وأيضا الولايات المتحدة الأميركية. وسوف يختتم المؤتمر فعالياته بمائدة مستديرة مخصصة لطرح ومناقشة سؤال رئيس وهو: ما هي مرتكزات الديموقراطية التي يمكن أن تنجح في العالم العربي؟

المحاور ستوزع من خلال برنامج على مدى اليومين حيث سيناقش الحضور في اليوم الأول للمؤتمر: دور وسائل الإعلام، دور حقوق الإنسان والمرأة. والهوية القبلية في ليبيا، ودور القوات المسلحة وتعنت الأنظمة في سورية واليمن وتأثيرها على حقوق الإنسان. تحليل تنبئي للمستقبل القريب للديموقراطية في المنطقة العربية يعرضه السيد جوزيف مايلا، وزارة الخارجية الفرنسية.

أما اليوم التالي والأخير في المؤتمر فسوف يركز على: اللجنة الدستورية في مصر، تفرد الحالة المغربية، المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا وسورية، قبول حكم صناديق الاقتراع، إضافة إلى مائدة مستديرة تحت عنوان: ما هي الديموقراطية التي يحتاجها المسلم العربي؟ تضم كلا من الرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية، وأستاذا متفرغا في كلية القانون في سيرجي بونتزاز، وعالم اجتماع، وعضو الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان وآخرين.