العميد "مناف طلاس" اسم قدر له أن يكون حصان طروادة في الأزمة السورية، وبدأ هذا العنصر في التبلور كحلّ أخير لنزع فتيل الصراع الذي تحول من ثورة محلية تطالب بالإصلاح ثم التغيير إلى أزمة فرقاء دولية تقف فيها روسيا والصين وإيران وعدد من الدول الهامشية والتنظيمات المتحالفة مع طهران كحزب الله داعمة للأسد، فيما يقف العالم الحرّ وعلى رأسه السعودية وقطر وتركيا في صف الشعب السوري، مع مواقف مترددة لأوروبا وأمريكا مما أفشل دور الأمم المتحدة خاصة بعد اعتمادها على شخص ضعيف تمثل في كوفي عنان.

العميد طلاس الذي وقف في وجه ماهر الأسد رافضاً معالجته للثورة بالقوة المفرطة، سهل النظام خروجه ليكون محور المعالجة لهذه الأزمة التي تعقدت.

المعارضة وجدت في طلاس مخرجاً كونه اعتزل مهامه كقائد للواء 105 في الحرس الجمهوري منذ بداية الأزمة، رافضاً خيانة الشعب والاشتراك في قتله، وبعد الإعلان عن خروجه رفض مهاجمة النظام أوانتقاده لأنه يسعى لتعديل مسار الثورة، وإيجاد المخرج لكل الأطراف التي احترقت سفنها فلا طريق عودة لهم، وصولاً إلى القوى الدولية المتورطة في الأزمة.

وفيما خرج مناف عاد والده العماد مصطفى طلاس إلى دمشق قادماً من باريس ليحافظ على صورة الأسرة التي لازمت عائلة الأسد منذ الثورة التصحيحية التي جعلت من حافظ رئيساً، لتنطلق خطة "مناف" من خلال اتصالاته الكثيفة لتقديم مشاريع جاهزة لمعالجة الأزمة ومناقشتها خلف أبواب مغلقة، لتتعلق الآمال في لعبه دوراً حاسماً في معالجة الأزمة السورية، وبشكل يلبي طموحات جميع الأطراف الدولية أولا ثم السورية، قبل حسم الجيش الحر للمعركة عسكرياً.