هدَّدت إسرائيل بلهجة حاسمة حكومة جنوب السودان باتخاذ خطوات صارمة ضدها وإلغاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى جوبا، وذلك على خلفية اعتقال سلطات الجنوب مستثمراً إسرائيلياً تدين له وزارة الطاقة بملايين الدولارات ودعت لإطلاق سراحه فوراً. ونقلت مصادر صحفية أن المستثمر الإسرائيلي دخل في جدلٍ حاد مع وزير الطاقة جيمس ديو حول حقوقه ووجَّه له انتقادات عنيفة داخل مكتبه، مما حدا بالوزير الذي استشاط غضباً إلى توجيه وحدة الاستخبارات المرابطة بالوزارة لاعتقال المستثمر وترحيله إلى قاعدة عسكرية. وأكدت المصادر أن تل أبيب خاطبت حكومة جنوب السودان والقصر الرئاسي ووزارتي الداخلية والخارجية لإطلاق سراح المستثمر فوراً.

إلى ذلك أعلن المبعوث الصيني الذي بعثته بكين للتوسط بين دولتي السودان ليو قوي جين أن الخلافات العالقة بين الجانبين تتطلب تدخل المجتمع الدولي من أجل تقريب وجهات النظر بينهما. ووجَّه جين عقب لقائه بالنائب الأول للرئيس السوداني تحذيرات شديدة للجانبين من أن يؤدي التوتر الحالي إلى عودة الحرب، وقال "على الطرفين أن يستعدا لتقديم التنازلات اللازمة حتى على المدى المتوسط من أجل حل المشكلات العاجلة، وعلى المدى الطويل من أجل حل كل المشكلات، ولا مبرر لعودة الصراع والاقتتال مرة أخرى".

من جهة أخرى نفى القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم ربيع عبد العاطي صحة تقرير أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصف فيه شرق السودان بأنه "بركان على وشك الانفجار" بسبب تراجع التنمية الاقتصادية وانتشار الأسلحة، وقال إن مقاتلين من قبائل البجة المنتشرة في المنطقة يتجمعون في جبل حامد على الجانب الإريتري من الحدود مع شرق السودان. وقال عبد العاطي إن حكومته شرعت في تنفيذ برنامج إنمائي كبير في الشرق.