عقدت الإدارة العليا بجامعتي الملك سعود والملك عبدالعزيز في الرياض وجدة أمس، اجتماعا موسعا، وصف بخلية "أزمة" أو خلية "طوارئ"، ضم أعضاء من هيئة التدريس ووكلاء الجامعة، وأعضاء من لجنة الأبحاث لدراسة التقرير الذي نشرته مجلة "ساينس" الأميركية، والذي يتهم الجامعتين بدفع أموال طائلة لأساتذة وباحثين عالميين من أجل الحصول على مراكز متقدمة في التصنيف العالمي للجامعات.
وقد استنفرت جامعة الملك سعود في الرياض، 12 ساعة يوم أمس، لإصدار بيان ترد فيه على تقرير مجلة "ساينس" الذي اتهم الجامعة بدفع أموال مقابل إحراز تقدم في "تصنيف الجامعات".
وأصدرت الجامعة، بيانا من 6 نقاط، ذيل باسم وكيلها للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي الغامدي، الذي قال إن ما تناوله تقرير المجلة يحتوي على عدد من المغالطات والمعلومات غير الصحيحة.
وفي سياق رد جامعة الملك سعود التفصيلي على ملاحظات مجلة "ساينس"، أوضح الغامدي أن الجامعة تؤكد عدم صحة ما ورد في التقرير عنها، والمعلومات المذكورة فيه ما هي إلا ترجمة لمقالات نُشرت في الصحف اليومية.
وأكد رد جامعة الملك سعود، عدم صحة ما أشارت إليه المجلة من أن الجامعة تتعاقد عبر برنامجيها (برنامج أستاذ زائر وبرنامج زمالة عالم) مع باحثين من خارج الجامعة بهدف نشر أوراق بحثية، مؤكدا أن "الجامعة لا تشترط في هذه العقود شيئاً من ذلك على الإطلاق، علماً بأنها اشترطت على جميع الأساتذة الدوليين الحصول على موافقات من جامعاتهم وفق الممارسات الأكاديمية المتعارف عليها".
وأوضح البيان أن جامعة الملك سعود تؤكد المراجعة الدقيقة لإنتاج الجامعة، وبين الرد أن (80%) من إنتاج الجامعة في عام 2011 تم عبر أساتذة متفرغين كلياً بالجامعة، وأن نسبة (20%) فقط من خلال الأساتذة الدوليين المشاركين في الجامعة، وهذه الأرقام تتفق مع ما هو متعارف عليه في الجامعات العالمية، على حد تعبير البيان، الذي أعطى مثالا على ذلك ببلوغ نسبة الإنتاج العلمي للأساتذة المتفرغين في جامعة هارفارد (77%) حسب إحصائيات 2010، وأن الحال في ذلك ينطبق على الجامعات العالمية المرموقة الأخرى حيث تتراوح النسبة ما بين (75%) و(85%)، والباقي عبر الخبراء العالميين غير المتفرغين في تلك الجامعات.
وفيما يخص العلماء كثيفي الاقتباس المشار إليهم في المقال، أوضح بيان جامعة الملك سعود أن الجامعة تود التأكيد على أن هؤلاء العلماء الذين يبلغ عددهم في الجامعات الثلاث (جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد) (140) عالماً تقريباً، منهم (39) عالماً في جامعة الملك سعود، ولا يتجاوز إنتاجهم (4%) فقط، وهو يتركز في مجالات محددة مثل تحلية المياه والنانو وغيرها من التخصصات العلمية الدقيقة.
من جهتها، أصدرت جامعة الملك عبدالعزيز بياناً جاء فيه: تابعت الجامعة المداخلات المتعددة والآراء المختلفة حول ما نشرته "ساينس" بشأن تعاقد الجامعة مع عدد من العلماء العالميين المتميزين، وما ادعته تلك المداخلات من أن ذلك سببه توجه الجامعة لتحسين موقعها في التصنيف العالمي. ومن منطلق حرص الجامعة على الشفافية والمصداقية والأمانة العلمية في تعاملاتها، توضح ما يلي:
عملت جامعة الملك عبدالعزيز، الكثير من الإعداد العلمي لاستقطابهم للعمل بنظام التفرغ الجزئي (Part time) حيث يزورون الجامعة في فترات متقطعة ويتم التواصل المستمر معهم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، ويؤكد ذلك ما ورد في تقرير "سيانس" من أن أحد العلماء المتميزين وهو عالم في الفلك من كندا، حين تلقى دعوة من جامعة الملك عبدالعزيز للعمل معها بنظام التفرغ الجزئي تردد في البداية، لكنه عندما تحقق من جدية الجامعة ورغبتها في الاستفادة العلمية من خبراته وافق على المشاركة في عضوية مجموعة بحثية من الجامعة وتقدم مع أعضاء المجموعة بمشروع بحثي مازال ينتظر القرار للحصول على الدعم المالي لتنفيذه. ومشروعه إنشاء تلسكوب سيتم وضعه في منطقة القطب الشمالي حيث سيساهم معه أعضاء من هيئة التدريس في الجامعة.
وخلصت الجامعة إلى أن المحرر في المجلة الأميركية باتاتشارجي، استخلص النتيجة بشكل خاطئ وأعطى حكمه على برنامج جامعة الملك عبدالعزيز حول دعوة العلماء المتميزين للجامعة. ونحن نقّدر له إشارته إلى المنافع والملاحظات الإيجابية الأخرى لهذا البرنامج مثل عمل مقابلة مع الأساتذة الزائرين نيل روبرتسون من جامعة أوهايو الحكومية في أميريكا، ورأي كارلبرج من جامعة تورونتو في كندا، وجين من جامعة أوهايو في أميركا.
ونود أن نوضح أن جامعة الملك عبدالعزيز تقوم بعمل استثمار استراتيجي من كل النواحي. وهذا تفكير جيد لاستثمار ممتاز لمستقبل المملكة العربية السعودية. ولننظر إلى الولايات المتحدة الأميركية التي استقطبت ألبرت آينشتاين براتب ضخم جدا. واستقطبوا علماء كثيرين من أصحاب القدرات الفائقة في الستينيات والسبعينيات وحتى اليوم فإن كنت واحدا من العلماء المرموقين فإنك من المتوقع أن تحصل على عرض عمل من الجامعات المرموقة في الولايات المتحدة الأميركية. وسواء أكانت هارفارد، برينسيتون، شيكاجو، ستانفورد أو جامعة أقل من هذه، فإنها كلها تتبع نفس الإجراءات لجلب أناس للعمل بنظام التفرغ الكامل أو الجزئي.