كان بإمكان (mbc) استثمار ميزانية مسلسل الفاروق، في إنتاج عشرين قصّة حب، وعشرة برامج لتفسير الأحلام، باعتبارها (نقدا مدفوعا لأحلام مجانية)، تسهم في تغييب الوعي، وتزييف الأمل، وتدر مئات الملايين، وتوفر طاقة الرد على هجوم ما قبل البث، بناء على شائعات لا تسمن ولا تغني عن المشاهدة. لا أعرف ما الذي أوحى للمنتقدين (مقدما) بأن العمل فيه إساءة لسيدي الفاروق وللصحابة؟ لماذا تصوّروا أن رجال علم وفقه وإعلام وفكر قد احتشدوا لتشويه أنبل فترات تاريخنا وأزهاها؟
إن الواقع يقول لنا: إن تاريخنا كله سوف يعاد تصويره، وإنتاجه دراميا سواء بأيدينا أم بيد (عمرو)، وقد تابع ملايين العرب مسلسل سيدنا يوسف عليه السلام المنتج إيرانيا، ولم نسمع اعتراضا من أحد!
أمن الأجدى لنا أن نرى مسلسل الفاروق تحت رقابة رجال فكر وعلم، أم أن نشاهده لاحقا (مدبلجا) من الفارسية أو الإنجليزية أو العبرية؟ الغريب في كل ما نسمع، خاصة من الإنترنت، هو غياب الأسئلة التي يجب أن تطرح، هل سيرفع المسلسل من درجة إيماننا وحبنا لهذا الدين العظيم أم لا؟ هل سيسهم المسلسل في إبراز فكر الفاروق، وفهمه للإسلام، ودفاعه عنه، وإقامة حياته وخلافته على مبادئه الحقيقية، أم العكس؟
أعتقد أن العمل سيكون له مردود إيجابي، ثقة في الأسماء التي طرحته، وإيمانا بالفكر الذي يقف خلفه، ولي طلب واحد فقط للمنتقدين وهو، شاهدوا ثم انتقدوا! وإن كان فيه ذرة إساءة، فسوف أصطف معكم كأول المعارضين، ولكن على بيّنة.