أخذني شاب إلى المستشفى المركزي الذي كان بمثابة بيته الثاني فكثيرا ما كان يرقد فيه بسبب مرضه المزمن , اقترح عليّ في ـ أحد الأعيادـ أن نزورالمرضى ونبارك لهم ونعيش معهم الفرحة , وافقت على اقتراحه الإنساني. ركبت معه والفرحة تغمرني ونحن نسير بسيارته، قال لي لماذا لا نخصص يوما في الأسبوع لزيارة المرضى لما فيها من الأجر. وبعد الحديث عن فوائد وآداب زيارة المريض أغلقنا أبواب السيارة ودخلنا باب المستشفى وإلى الطابق الثاني مباشرة, هناك رأيت ما لم أره من ذي قبل أطفالا وشبابا وكبارسن يستغيثون الرحمن طالبين إياه الشفاء العاجل أو بقليل من التخفيف مما يشكونه.

ومن تلك المشاهد شاب يتقلب صارخا بصوته المبحوح .آه. آه . فكل جنب كان أشد ألما من الآخر, عندما شاهد طيفنا بعينه المغطاة بغشاوة الألم؛ خاطبنا اطلبوا من الممرضة أن تعطيني إبرة لعلي أجد الراحة، أسرع صاحبي إلى الممرضة ونقل لها رسالة المريض, لكن الممرضة الآسيوية ترفض صارخة أعطيته واحدة منذ قليل خلاص ما فيه . وإلى الآن لا أستطيع نسيان ذاك الشاب المحروق ذا الوجه الأسود (المشوي) الذي كان لا يُرى من ملامحه شيء ولولا عملية الشهيق والزفير لقلتُ عنه إنه في عداد الأموات. وذاك الطفل الذي رافق السرير أكثر من ألعابه وذاق مرارة الأدوية أكثر من حلاوة الحلويات والشوكلاته وشعر بعطف الممرضات أكثر من عطف وحنان والديه ، فمنذ أكثر من أربع سنوات وهو لم ير بعينيه البريئتين الدنيا .

لنقم بواجب زيارة المرضى على الأسرة البيضاء فهناك سوف نتحسس تاج الصحة والعافية ونعرف قيمتهما وسوف نسجد لله شكرا على نعمة العافية ، وسيبتهج كل مريض بزيارتنا.