على طريقة تدافع الأمواج، بدأ عدد كبير من نجوم الصحافة والفن في مصر رحلة الهجرة إلى مجال تقديم البرامج الفضائية. ودخل نجوم ومشاهير بحجم رئيس تحرير جريدة الفجر المستقلة الكاتب الصحفي عادل حمودة، ورئيس تحرير جريدة الأسبوع الصحفي والبرلماني مصطفى بكري منافسة حامية لتقديم البرامج مع نجمات بحجم دلال عبد العزيز وميرفت أمين ونيكول سابا والمطربة أصالة نصري ممن هجرن شاشات التلفزيون وشبابيك السينما إلى مقاعد المذيعات.

فطوال الفترة الماضية تحول الصحفي عادل حمودة وخيري رمضان ومجدي الجلاد ولميس الحديدي إلى نجوم على شاشة قنوات "سي بي سي" من خلال الأستوديو التحليلي "مصر تنتخب" والذي أطلقته القناة بمناسبة انطلاق الانتخابات البرلمانية في مصر، ويصحبهم في رحلتهم المحلل السياسي ضياء رشوان مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، والذي كان هو الآخر من بين أبرز نجوم الصحافة الذين انطلقوا إلى فضاء تقديم البرامج السياسية من خلال برنامجه "كلمة ومعنى" الذي يقدمه على قناة "أون تي في"، لينافس برنامج "منتهى الصراحة" للصحفي مصطفى بكري على تليفزيون الحياة. وسبقهم إلى ذلك الصحفيان إبراهيم عيسى ومحمود سعد بتقديم برامج متنوعة في عدد من القنوات المختلفة.

وترى الناقدة الفنية جيهان جنيدي أن "ما يحدث هو ظاهرة بدأت تتفشى في جميع القنوات، فالقنوات تبحث دائماً عن الشخصية المشهورة التي لديها رصيد كبير من حب الجمهور، وتعتمد على جمهوره الذي سيجذبه للقناة وجلب الإعلانات، ولا تنظر إلى ما يؤهل تلك الشخصية للجلوس على كرسي المذيع. فعملية استقطاب الفضائيات للنجوم يعبر عن حال الإعلام الآن، والشكل الذي أصبح عليه حال عدد كبير من القنوات الفضائية من كونها تبحث عن الشهرة والمكسب علي حساب هؤلاء المشاهير؛ والذين قرروا أيضاً خوض التجربة سواء لزيادة رصيدهم المادي أو الوجود، وهو ما يعني أن هناك منفعة متبادلة بين الطرفين".

ويضيف الناقد الفني هيثم الهواري أن الخطر الحقيقي يكمن في اختيار بعض الفضائيات لبعض النجوم لتقديم البرامج فقط لكونهم أصحاب أسماء لمعت على الساحة ودون أن يمتلكوا أي مؤهلات وهذه هي المشكلة الحقيقية"، مشيراً إلى أن ما يحدث من اندفاع أهل الصحافة إلى مقاعد المذيعين يأتي متوافقاً مع رغبة بعض القنوات في منافسة القنوات الأخرى من خلال العلاقة الوثيقة التي تربط بين مشاهير الصحافة والقراء، وسعيها إلى الاستفادة من تحويل تلك العلاقة إلى علاقة بين مشاهير الصحافة والمشاهدين".

ويعد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل من أكثر الشخصيات التي أدركت مبكراً أهمية الدور الذي يلعبه "كرسي المذيع" في التواصل مع المشاهدين من خلال تقديمه لبرنامجه " مع هيكل.. تجربة حياة" على قناة الجزيرة ليكشف من خلاله كثيراً من خلفيات الأحداث السياسية التي وقعت في العالم العربي والتي عاصرها منذ بداية عمله كصحفي مبتدئ في العهد الملكي المصري ومروراً بعلاقته بالضباط الأحرار والمرحلة التي تلت انقلابهم، وخصوصاً علاقته بالرئيسين جمال عبد الناصر وأنو السادات. والعجيب أن الظهور الأول لهيكل على مقاعد المذيعين لم يكن عبر شاشة الجزيرة وإنما عبر شاشة "دريم".

ويقول مقربون من هيكل إن قناة "المستقبل" كانت بوابته الأولى للاتفاق على تقديم برنامج عبر شاشتها قبل أن يحول الدفة إلى قناة الجزيرة بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، حيث قرر تلفزيون المستقبل بعد أن اتفق على كل التفاصيل المالية مع هيكل تأجيل موعد خروج البرنامج لأجل غير محدد، وهو ما دفع هيكل إلى الاستجابة لعرض برنامجه على قناة الجزيرة .