تؤدي حكومة الوفاق الوطني في اليمن التي يرأسها المعارض محمد سالم باسندوة، اليمين الدستورية كحكومة شراكة بين حزب المؤتمر الشعبي العام والمعارضة غدا، أمام نائب الرئيس عبدربه منصور هادي. وسيكون للمعارضة ما كانت تطلب به وهو عدم أداء اليمين أمام الرئيس علي عبدالله صالح، الذي بدأ ينسحب من مشهد الحكم في البلاد بشكل تدريجي وإن كان لا يزال يحتفظ بمنصبه كرئيس فخري. وتعتبر الحكومة الجديدة الأولى التي تغيب عنها بصمة صالح منذ تسلمه السلطة قبل 33 عاماً.
وبموجب المبادرة الخليجية التي وقعت في العاصمة السعودية الرياض أصدر هادي قراراً جمهورياً بتشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة باسندوة وتضم 35 وزيراً مناصفة بين حزب المؤتمر والمعارضة. وفيما خلت قائمة المؤتمر من مفاجآت، قدمت المعارضة وجوهاً جديدة تشارك لأول مرة في الحكومة من أبرزها وزير الداخلية عبدالقادر قحطان، الذي كان يرأس مكتب الشرطة الدولية "الإنتربول" في صنعاء، ووزير الإعلام علي العمراني وصخر الوجيه وزيراً للمالية.
وأبقى المؤتمر على معظم وزرائه في الحكومة السابقة، فيما أدخل بعض الوجوه الجديدة. وضمت الحكومة ثلاث نساء لأول مرة في تأريخ الحكومات اليمنية، وهن حورية مشهور (حقوق الإنسان) وجوهرة حمود (وزير دولة) من حصة المعارضة، وأمة الرزاق حمد (الشؤون الاجتماعية والعمل) من حصة حزب المؤتمر الشعبي العام. ومن المتوقع أن تعقد اللجنة العسكرية التي شكلها نائب الرئيس يوم غد أول اجتماع لها لبحث الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد، خاصة سحب المعدات العسكرية من الشوارع ورفع المتاريس ونقاط التفتيش في صنعاء وتعز؛ بهدف إعادة تطبيع الأوضاع في البلاد بعد عشرة أشهر من الاحتجاجات. وتضم اللجنة التي يرأسها هادي نفسه، وزيري الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى 12 قائداً عسكرياً مناصفة بين السلطة والمعارضة.
وفي الإطار نفسه، وصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر إلى صنعاء أمس لتقييم الأوضاع بعد أسبوعين من توقيع اتفاق نقل السلطة. وقال فور وصوله إنه سيلتقي خلال زيارته بجميع الأطراف اليمنية لتقييم الأوضاع في البلاد، ولتقديم تقرير لمجلس الأمن الذي سيجتمع في 14 ديسمبر الجاري. وأعرب ابن عمر عن ارتياحه لتقدم العملية السياسية في اليمن وتطبيق آلية المبادرة الخليجية بتشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن "تشكيل الحكومة يعد نقطة مهمة للاتفاق الذي تم بين جميع الأطراف". وشدد على ضرورة أن يكون للحكومة برنامج ودور في استتباب الأمن والاستقرار وإعادة بناء الاقتصاد وإعمار اليمن ولعب دور مهم خلال المرحلة المقبلة.
ميدانياً قتل تسعة عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة وجندي في هجوم على ثكنة فجر أمس قرب مدينة زنجبار. وأعلن مصدر طبي أن عناصر القاعدة هاجموا ثكنة تقع شرق محافظة زنجبار ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين بجروح. وقتل تسعة من المهاجمين في الاشتباك الذي أعقب الهجوم. وقال سكان غنهم "شاهدوا متطرفين يخلون قتلاهم".