"العروس تستحق هذا التطوير وأكثر من ذلك" كلمة مقتبسة من أحاديث متفرقة رددها كثيراً، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في أكثر من مناسبة، حين وقف على مشاريع تطوير المدينة الساحلية جدة، وبنيتها التحتية خاصة "الصرف الصحي".
جدة تشهد حالياً عمليات "كبيرة ونوعية" تنفذ تحت باطن الأرض، على مدار الساعة، أضحت علامة تطويرية فارقة يشاهدها "القاصي والداني" في شوارع المحافظة الرئيسية والفرعية منها، فهناك عمليات تطويرية تنفذ تحت الأرض تشهد عليها المليونية السكانية بأضواء الكاشفات وأزيز الماكينات التي لا تهدأ طوال الـ24 ساعة.
"سعادة" تجد ملامحها رسمت على وجوه المارة وهم يرقبون هذا العامل أو ذاك المهندس موجهاً فريق العمل المكلف بتنفيذ حيثيات المشاريع التطويرية، سلمان العصيمي من ضواحي حي الرويس يتحدث هو الآخر مع أحد العاملين تحت الأرض في أحد الإنشاءات بقوله "الله يعطيك العافية"، ثم يمضي بالقول في سياق حديثه "نريد جدة جديدة، نريد إنهاء الأزمان الماضية لعروس البحر الأحمر، هي تستحق الكثير الكثير".
غلام خان عامل باكستاني وهو أحد العاملين بإحدى شركات المقاولات التطويرية المعتمدة من الجهات الرسمية، لا يجيد من العربية سوى كلمات معدودات إلا أنه حينما يتحدث عن نظرة الناس "بلغة" ربما تكون بسيطة في مدلولها اللغوي يقول"نعمل تحت أرض عشان جدة يكون إن شاء الله كويس"، لخص العامل الباكستاني غلام في كلماته نظرة الجهات الرسمية في تطوير هذه المدينة الحالمة.
نظرات المارة يمكن رصدها حتى من خلف مقود سياراتهم، سواء كانوا هم أو عائلاتهم تجاه الأعمال التي تنفذ، تلك النظرات ليست مقتصرة فقط على المواطنين، بل تنسحب على المقيمين، حتى إن أحدهم قال وهو خارج من إحدى الدوائر المصرفية وهو يبرق نظره نحو عدد من الأعمال الإنشائية ويشاهد العمال يخرجون من الحفر العميقة بقوله "هناك أعمال كبيرة ومشاريع عملاقة تجري تحت نظرنا"، ثم يقول " أظن أننا سنمضي في تطور لافت ومنظور".
ولم يكن شهود "باطن الأرض" محصوراً على فئة الكبار في السن أو الموظفين، بل دخل على الخط تلاميذ وتلميذات المدارس، الذين يشاهدون في غدوّهم ورواحهم لمدارسهم صباح كل يوم وظهيرته تلك الأعمال التي تنفذ لتطوير العروس.