أعرب عدد من المثقفين المصريين عن تخوفهم من نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية التي كشفت عن صعود كبير للتيارات الإسلامية الإخوانية والسلفية، وذلك لما يخشونه من تضييق على حرية الإبداع حالة سيطرة هذه التيارات على دفة التشريع في البلاد.
واعتبر بعض المثقفين أن صعود الإسلاميين يمثل انتكاسة للحريات والإبداع، وكان أبرز المحذرين من الصعود للتيارات الإسلامية خوفاً على الحريات الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، والروائي إبراهيم عبد المجيد، والكاتب حلمي النمنم، والكاتب صلاح عيسى، والشاعر حلمي سالم وغيرهم ممن يرون أنه لا سلطان على حرية الإبداع .
وكان من بين المتخوفين الشاعر أحمد الشهاوي صاحب التجربة في الصدام مع الإسلاميين بخاصة مع كتابه "الوصايا في عشق النساء"، ويقول: لقد رأينا تجربة دخول الإخوان البرلمان في عام 2005 وكيف كان بحثهم عن الضجيج الإعلامي بشن حملة على وزارة الثقافة، بسب كتب أو رواية أو مقولة للوزير هنا أو هناك، ورأينا هجومهم على أفلام ومسلسلات وأعمال شعرية أو روائية .
ويرفض الشهاوي تطمينات التيار الإسلامي حول حرية الإبداع مشدداً على أنهم ضد الفن والثقافة، ولا تصدق أقوالهم، فما يعلنونه الآن لا يخرج عن كونه دعاية انتخابية.
من جانبه، رأى الكاتب حلمي النمنم صاحب كتاب "وليمة للإرهاب الديني" رداً على الحملة التي شنها الإسلاميون على رواية وليمة لأعشاب البحر في العام 1999 أن كل المخاوف تجاه الحكم الإسلامي حقيقية، بسبب وجود الشيوخ المتشددين لدى الجانبين تجاه الثقافة وحرية الرأي والإبداع والفنون والرياضة.
ورغم أن عميد كلية الآداب بجامعة قنا الناقد والشاعر أبو الفضل بدران يقر بمشروعية تخوفات المبدعين والمثقفين من صعود التيارات إلا أنه يطرح سؤالاً حول كيفية اختيار التيار الإسلامي وأن من اختاره هم الناخبون أنفسهم، ويقول: السؤال كيف جاء هؤلاء؟ لقد جاءوا بانتخابات ديمقراطية حقيقية في صفوف طويلة، وهؤلاء لم يختبروا اختباراً فعلياً .
ويضيف: أنا لا أظن أن هؤلاء المنتمين للتيار الإسلامي بعيدون عن قراءة المشهد العالمي الإنساني لأن معظمهم كان منفياً في أوروبا وأمريكا وشاهدوا كيف يكون العلم والإبداع طريقا نحو تقدم البشرية، وأظن أنهم سيكونون ممن يجمعون بين النقل والعقل، ولو فعلوا غير ذلك سوف يخسرون الناخب في الداخل والمساعدات في الخارج .
وحول فشل الأحزاب الليبرالية في الفوز بأصوات الناخب المصري بالقدر الذي يمكنها من إحداث التوازن يقول بدران: المشكلة أن القيادات في هذه الأحزاب أو الاتجاهات الليبرالية قيادات وجماعات نخبوية.
أما الناقد والشاعر أستاذ الأدب بجامعة المنيا وأحد المرشحين المستقلين لانتخابات البرلمان الدكتور محمد أبو دومة فيقول ولماذا التخوف من صعود التيار الإسلامي أليسوا مصريين، واختارهم الشعب بإرادته؟، ويستغرب أبو دومة من إثارة هذه التخوفات، قائلا: عندما كانت جماعة الإخوان تعمل بالدعوة كان الناس يقولون لماذا لا تخرج للنور وتعمل بالسياسة، والآن بعدما خرجت وعملت بالسياسية نستنكر ذلك ونقول لهم لماذا تتوجهون نحو السياسة.
ويرى أن طرح التخوفات وجعلها فزاعة كلام سابق لأوانه ويقول: إن بعض البرامج التليفزيونية تصنع ذلك وهي لا تدرك أن التيار الإسلامي عضو في الكيان السياسي وليس عضواً في تكميم الأفواه ومصادرة الحريات.