مرت خمسة أعوام على أسرة رجل الأمن السابق علي محبوب القرني (45 عاما)، وعائلها يلازم الفراش ولا يستطيع الحراك جراء إصابته في حادث مروري تسبب في إصابته بشلل في الأطراف وتهتك في عظمة الترقوة بالكتف الأيسر.
فبعد أن قضى القرني خمسة وعشرين عاما في جهاز الشرطة متفانيا في عمله، لم يبد خلالها مللا من أعباء وظيفته التي كانت تمثل له مصدر فخر واعتزاز كونه منافحا عن أمن الوطن، أصبح عاجزا عن تلبية احتياجات أسرته المكونة من زوجة وأم وأربعة أبناء بسبب إعاقته، فضلا عن تراكم الإيجارات عليهم.
ووفقا للاختصاصي الاجتماعي من الرعاية المنزلية بمستشفى الثغر حامد الغامدي، أحد الذين ساهموا في الكشف عن هذه الحالة، فإن القرني لا يجد مستشفى حكوميا يتكفل بعلاجه، واصفا حالته بأنه يعاني من إعاقة دائمة تتمثل في شلل بالأطراف، ويحتاج إلى مرافق ملازم له لخدمته، ومساعدته في أداء وظائف الحياة اليومية، إضافة إلى أدوات مساعدة ليتمكن من ممارسة حياته مثل: سرير كهربائي، ومرتبة هوائية، وكرسي كهربائي للتحرك داخل المنزل، وأدوات طبية أخرى مساعدة لضمان حياته.
وأكد الغامدي أن الأسرة تحتاج إلى دعم مالي نظرا لحالتها الصعبة، مفيدا بأن الإهمال الطبي للمريض تسبب في حدوث تقرحات في منطقة الظهر وصلت لمرحلة خطيرة لبقائه فترات طويلة على السرير دون حركة.
من جهتها، أشارت والدة علي القرني إلى أن ابنها كان يشغل رتبة عريف في شرطة جدة، مطالبة بتوفير الرعاية الصحية الكاملة له، وأنها واثقة في تجاوب المسؤولين مع حالة ابنها الذي أصيب إصابة خطيرة في رأسه وعموده الفقري جراء حادث مروري تسبب أيضا في وفاة والده.
وأفادت بحصولها على أمر بعلاجه بعد الحادث بسنتين في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، حيث أجريت له عملية جراحية لتثبيت فقرات الظهر، مضيفة: "لم يبق في قسم التنويم إلا أربعة أيام فقط، ومن ثم أخرجوه نظرا لأنه يعمل في قطاع عسكري لا يتبع القوات المسلحة".
من جهتها، أوضحت زوجته حمدة القرني أنهم تركوا مسكنهم بعد الحادث، لعدم استطاعتهم تسديد أجرته، مفيدة بأنهم يعيشون حاليا مع والدته في منزل شعبي في كيلو 11، لافتة إلى أنه يتقاضى راتب تقاعد 2000 ريال إلى جانب 500 ريال من الضمان الاجتماعي، مؤكدة أن هذا المبلغ لا يكفي لأقل متطلبات الحياة فضلا عن علاجه، خاصة مع استقطاع أحد البنوك 1000 ريال منها.
وأطلعت زوجته "الوطن" على تقرير طبي عن حالته، أعده الطبيب المعالج الدكتور محمد إسماعيل الراوي، أشار فيه إلى أن المريض يعاني من جفاف شديد وارتفاع بنسبة الصوديوم والسكر بالدم، كما يعاني من التهاب فطري بالفم والمريء، مؤكدا حاجته الماسة لإجراء عملية جراحية لتخفيف آثار الحادث.
من جهته، أوضح مدير مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة اللواء محمد الحلافي أن المريض كان تلقى علاجا في المستشفى خلال مدة محددة بناء على أمر علاجه، مؤكدا أن أي مريض ليس تابعا للقوات المسلحة، يتم علاجه وفق المدة المرفقة في برقية أمر العلاج.