لم يتوقف التضامن بين سورية وإيران على الجانب السياسي بالإضافة لما يقال عن الجانب العسكري، بل تعدى الأمر ذلك إلى الجانب الفني، من خلال تعاون البلدين في برنامج المسابقات "أنتم والدراما" الذي سيعرض في رمضان المقبل، وتتولى التحكيم فيه لجنة سورية من أعضائها الفنانين عبد الرحمن أبو القاسم ونادين خوري، ومظهر الحكيم، ويخرج البرنامج السوري عناد شيخاني، ويقدمه يامن الحجلي.
تلك الحالة تبدو كأنها جزء من ردّ النظام السوري للجميل الإيراني، بإبراز أعمالهم الدرامية للمشاهد الإيراني على قناة "آي فيلم" الإيرانية، وكذلك المشاهد السوري.. أما المشاهد العربي فلديه ما هو أهم من الاحتفاء السوري بالدراما الإيرانية، وفي فضائه قنوات أكثر جذبا ومتعة من قناة "آي فيلم".
فالزمن الحالي ليس لإيران فيه حصة على المستوى العربي رغم تطور أفلامهم السينمائية وقد ينطبق ذلك على أعمالهم الدرامية، إلا أن استفزازاتهم المستمرة للعرب في موضوع الجزر الإماراتية المحتلة، واصطفافهم إلى جانب النظام ضد الشعب السوري وتصريحات مسؤوليهم بما يخص البحرين وغيرها من مسائل سياسية أفقدتهم القبول لدى المواطن العربي عامة، ولن ينفع برنامج مسابقات يرقّع فيه بعض السوريين صورة النظام الإيراني المشوهة تماما لدى العرب، في رسم صورة أحسن.. فمشاهد من أفلام إيرانية، يتعرف من خلالها المتسابقون على الممثلين، وتقديم المتسابقين لمشهد تمثيلي، أو حالة إيمائية يعرف المتسابق عبرها فريقه باسم الفيلم أو المسلسل على طريقة برنامج "من غير كلام"... كل ذلك لن يرقّع الصورة حتى لدى المواطن السوري الذي جعل عنوان جمعته أول من أمس "إسقاط عنان.. خادم الأسد وإيران".
ولأن لإيران شروطها، فقد اضطرت الممثلة نادين خوري غير المحجبة إلى ارتداء الحجاب في البرنامج، فهل تسقط القناعات هنا من أجل صورة إيران.. أم تسقط من أجل المال؟ وهل ينجح بعض الفنانين السوريين في جذب مواطنيهم لمتابعة الإيرانيين على شاشتهم؟ وهل يتوقف القتل والتدمير في شهر رمضان ليمنح "النظام" وقتا لشعبه لـ"يستمتع" ببرنامج عن الفن الدرامي الإيراني أعد لتكريم إيران ضمن علاقة ثنائية مرفوضة جماهيريا وعربيا! أم سيكون الشعب في حالة استمرار لمداواة مَواطن الألم في خلايا مدنه وما أكثرها؟