يأتي تأكيد السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم أمس أنها تنتج بأعلى مستوى منذ عقود، في رسالة واضحة قبل أسبوع من اجتماع أوبك أنها ملتزمة بزيادة الإنتاج إذا اقتضى الأمر للوفاء بطلبات العملاء.
وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي إن السعودية أنتجت 10 ملايين برميل يوميا من النفط في نوفمبر. ونقلت بلومبرج في تقرير لها عن النعيمي قوله "أنتجنا عشرة ملايين و40 برميلا في نوفمبر، لأن هذا ما طلبه العملاء". ووفقا لتصريح مسؤول بقطاع النفط السعودي فإن المملكة أنتجت 10.047 ملايين برميل يوميا من النفط الخام لا تشمل المكثفات في نوفمبر، وهو ما تجاوز كثيرا تقديرات سابقة. وقال المسؤول أمس "تفاوت الإنتاج السعودي هذا العام. بلغ أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا في نوفمبر باستثناء المكثفات لارتفاع طلب المستهلكين."
وأكد النعيمي مجددا وجهة نظره بأن أسواق النفط متوازنة وأن آفاق الطلب في 2012 إيجابية. ونقل عن النعيمي قوله إنه إذا أنتج عضوا أوبك ليبيا والعراق مزيدا من النفط العام المقبل فقد تعدل السعودية مستويات إنتاجها إذا اقتضت الضرورة، وقال ردا على سؤال إن كان يعتقد أن على أوبك تغيير مستويات إمداداتها إلى السوق خلال اجتماعها الأسبوع المقبل "لننتطر الاجتماع."
وتجتمع منظمة أوبك في 14 ديسمبر للنظر في سياسة الإنتاج. وتلقى المحللون إعلان الإنتاج السعودي بشيء من التحفظ وقالوا إن في ذلك إشارة لباقي أعضاء أوبك على أن الطلب مرتفع وينبغي عدم تقييد الإنتاج. وقال مايكل بولسن من جلوبال لإدارة المخاطر "هذا أعلى مستوى إنتاج منذ 1980... كل الكميات الإضافية التي أنتجت إما استهلكت في الشرق الأوسط أو على متن سفن متجهة شرقا إلى النمور الآسيوية المتعطشة."
ويقول مسؤولون في أوبك إن الأمانة العامة في فيينا ستوصي المنظمة بالاتفاق على سقف للإنتاج يبلغ 30 مليون برميل يوميا للنصف الأول من 2012 وهو أعلى من الطلب المتوقع على نفط أوبك عند 29.9 مليون برميل يوميا في الربع الأول و28.7 مليون برميل يوميا في الربع الثاني. ومن شأن الاتفاق على مثل هذا السقف المرتفع للإنتاج وهو ما تؤيده السعودية أن يسمح بتكوين مخزونات النفط والمساعدة على كبح أسعار النفط التي بلغ متوسطها مستويات قياسية هذا العام. وبلغ متوسط سعر خام برنت في العقود الآجلة نحو 110 دولارات للبرميل هذا العام وهو مستوى قياسي يقول الخبراء إنه قد يضر بالنمو الاقتصادي العالمي.