فيما كشف وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري، في المنتدى السعودي للمياه والطاقة 2011 أمس، عن خطط لمواجهة التغيرات المناخية المحتملة لمدينة جدة لـ 100 سنة مقبلة، أكد نائب الرئيس للبحوث في شركة المياه الوطنية الدكتور عبد الرحمن الشهري أن المملكة لا تستفيد سوى من 18% من المياه المعالجة والمقدرة بنحو 5 ملايين ليتر مكعب يومياً.
وقال الشهري في تصريح إلى "الوطن" إن 20 محطة صرف صحي أنشأت في مختلف أنحاء المملكة، بعضها بدأ العمل وبعضها في طور إنشائه، وستوفر هذه المحطات عند اكتمالها 5 ملايين ليتر مكعب من المياه المعالجة في اليوم.
وأوضح على هامش المنتدى الذي يختتم أعماله اليوم أن هذه المياه تستخدم للزراعة وري البساتين والبناء والمصانع وغيره، بدلاً من استخدام مياه الشرب، خصوصاً وأن تكلفة تحلية المياه مرتفعة جداً إذا قورنت بتكلفة معالجتها.
وقال إن الإشكالية تكمن الآن في تصريف المياه بعد معالجتها، حيث يتم الاستفادة فقط من 18% منها في حين أن ما يتبقى من 5 ملايين لتر مكعب يهدر في مياه البحر.
وأشار إلى أنه تم توقيع العديد من الاتفاقات مع جهات خاصة وحكومية للاستفادة من المياه المعالجة في مجالات أخرى غير الشرب، والمأمول تطوير المنظومة للاستفادة من المياه المعالجة لمياه الصرف الصحي بنسبة 100 %.
وأبان أن هناك استعمالات هائلة للمياه المعالجة مثل ري المسطحات الخضراء والزراعة إضافة إلى الاستخدام الصناعي .
وفي جلسة علمية حول تغيير المناخ وإدارة مصادر المياه، شدد وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري على أن معاناة جدة تكمن في التغير المناخي وهو التحدي الأول، وقال إن إمارة منطقة مكة المكرمة وضعت خططاً مواجهة التغير المناخي لمائة سنة قادمة لمواجهة التغيرات المناخية المحتملة.
وأضاف يوازي ذلك تحدياً آخر وهو أن المملكة من أكثر الدول المُحلِّية للمياه، وفي نفس الوقت الأكثر هدراً للمياه، مبيناً أن اهتمام الإمارة في المنتدى جاء من خلال الاستفادة من الخبراء، للبحث ووضع حلول لفريق العمل المتضامن لمواجهة مشكلة تصريف مياه السيول.
وقال الخضيري إننا نتوقع أن يكون هناك تغيير كبير في العام 2012 في مجال معالجة مياه الصرف الصحي، وأوضح إن إمارة منطقة مكة المكرمة وقعت اتفاقاً مع شركة المياه الوطنية في جدة لضخ مياه الصرف المعالجة إلى وادي فاطمة، وجزءٌ منها بدأ فعلياً، كما تم توقيع اتفاق لضخ مياه الصرف المعالجة لتستفيد منها المشاريع القائمة حول منطقة الحرم المكي في غير الشرب.
ودعا نائب رئيس الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور وليد أبو الفرج إلى الاستفادة من مياه الأمطار وفيضانات المياه والسيول في جدة، وتجميعها وتخزينها في الوديان القريبة كوادي فاطمة، وإعادة ضخها للاستفادة منها.
وقال "فيما يخص جدة فستزيد كثافة الأمطار وتكراريتها بنسبة 50%، كما ستزداد درجة الحرارة، وسنشهد فترات جفاف في معظم أنحاء البلاد، وهذا يدل على أننا سنشهد فيضانات في مناطق كثيرة ، في حين أن بعض المناطق ستشهد تعرية، وهذه مؤشرات إلى خسارة المياه بسبب التبخر، إضافة إلى عدم وضع خطط جيدة للاستفادة من مياه الأمطار، مما يجبرنا على تغيير أساليبنا تجاه التعامل مع المياه".