لازلت أتذكر جيدا ذلك الأربعاء الذي تسمر فيه النصراويون، فرحا بتوالي أخبار الصفقات المنهمرة كالمطر من مراسليهم في مخرج 2 يبثون أخبار تعاقداته المدوية مع غالي، والكويكبي وربيع، والمدرب العالمي باوزا.
تكرر المشهد منذ أيام، والنصر يظفر بكل ماهو اتحادي، بعد صباح ممطر بسحب (STC) الشريك الإستراتيجي، وهو يهطل بآخر قطراته في فم الشريك الجائع.
لا يمكن التشكيك في القيمة الفنية العالية للنجم المصري حسني عبدربه، أو الإمكانات الفنية الهائلة التي يكتنزها الموهوب عبده عطيف، لكن هل هما ما ينقص النصر؟ وهل يمكن اختزال مشاكل النصر بمشكلة ميدانية فقط؟.
فالأسماء الدولية سبق أن حضرت أكثر من مرة، والمحترفون، لاعبين أو مدربين، ليسوا بالبدع الفريدة على إدارات النصر، ومنها إدارة فيصل بن تركي، لكن النهايات في الغالب مأساوية.
فالفكر النصراوي الذي تسيد مع الإدارة الحالية هو فكر وقتي لم يعد قادرا على رسم الإستراتيجيات, أوالتمسك بمنهج، بل يبدو أنه يحاول جهده لتحقيق بطولة لمجرد الرد على المشككين في الرئيس، ولو كان الثمن تتابع التفريط بشباب النادي، والتضحية برجالاته، فكأني به نادٍ بات يعمل لأجل الرئيس، وليس ليعمل له الرئيس.
يتضح ذلك في الذهاب إلى برشلونة دون معنى يفسر مصاريف إقامة معسكر وسط كل هذه الديون، ودون أبرز لاعبي الموسم القادم، ثم قبول المشاركة الاستغلالية في بطولة العرب (وبالمجان)، وكأنه بلا إدارة فنية تقرر أو برنامج يحترم، ودون أن يهتز لمسؤوليه طرفة عين أو خشية من تأثر برامجهم من مشاركة جاءت بعد البدء الفعلي للإعداد، مما يعني غياب الرؤية وعدم الاستفادة من أخطاء الماضي.
ورغم كل هذه الأخطاء الإستراتيجية، لا يملك أحد إلا تمني التوفيق لنجوم النصر الجدد؛ لإعادة بسمة غائبة عن مدرج شديد الإخلاص والصبر، ومستعد لتغيير كل قناعاته وآرائه (بعاطفة) تملأ الدنيا تفاؤلا لأبسط تحرك من إدارته، ولو بأمل استغلال انهيار الخصوم، وتخبط استعداداتهم.