لفت الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي المدير التنفيذي لمؤتمرات فكر، حمد العماري، في ظل سخونة جلسات مؤتمر فكر 10، إلى أن المؤسسة لا تتخذ موقفًا، سواء مؤيد أو معارض أو حتّى محايد، إلا أنها "أدركت أهمية المرحلة التي تمر بها الأمة العربية لذلك أرادت أن تُفعّل دور المثقف العربي الذي يبدو أنه كان مغيّباً خلال الفترة السابقة عما دار في أحداث الربيع العربي".
وقال العماري إن السبب الكامن وراء اختيار "ماذا بعد الربيع " لمؤتمر هذا العام هو استشراف مستقبل الوطن العربي في هذه الظروف الحرجة من تاريخه. وأضاف "كان اختيار هذا العنوان يبدو للوهلة الأولى أنه سياسي بحت، لكنه في الحقيقة هو عنوان شامل، لأن ما تتطرق له المؤسسة وما تريد أن تناقشه هو التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لما يحدث، إذ إن هذا المخاض الذي تمر به الأمة العربية يحمل الكثير في طياته".
وأشار إلى "التوجس مما هو قادم، وإن كان يملؤنا الأمل أن المواطن العربي يعي ما هو الأفضل له، فنحن نحترم قرارات الشعوب".
وحول المواضيع التي تم اختيارها للجلسات وكيف كانت آليتها، أوضح العماري أن العادة جرت أن تشكل لجنة من الخبراء والمثقّفين والمفكّرين العرب ليطرحوا أهمّ قضايا الساعة في الوطن العربي، لكن هذا العام ونظراً لأهمية وحساسية ما يمرُ به الوطن العربي، مشيرا إلى أن مجلس الإدارة اطلع مباشرةً على جلسات المؤتمر، وتم تعيين لجنة منبثقة من المجلس لتشرف بشكل مباشر على برنامج المؤتمر، وإعداده بشكل علمي ودقيق، وتم اختيار مواضيع الجلسات بدقة عالية، بحيث تناقش تداعيات الربيع العربي وكل المواضيع الحساسة والمهمة.
ولفت العماري إلى أن المؤسسة التزمت بمنهج عدم طلب أوراق عمل من المتحدثين، وقال "نريد أن يطرح المفكر أفكاره بحرية، ولدينا نهج تميّزنا به منذ البداية وأعتقد أن هذا النهج هو أحد أسباب نجاح مؤتمرات فكر، واستمراره للسنة العاشرة". وأضاف "نحن دائمًا نبحث عن التغيير، ودائمًا نحاول تطوير المحتوى والمتحدّثين والمشاركين، ففي كل عام هناك شيء جديد، نحن لسنا بعيدين عن الأحداث التي يمرّ بها الوطن العربي، حيث إننا نتفاعل ونتأثر بما يدور حولنا، فعنوان المؤتمر ومكان انعقاده لهذا العام لم يتمّ اختياره إلا بوقت متأخر، ولم يتمّ الإعلان عنه إلا منذ أسابيع قليلة، فمؤتمرنا هو مؤتمر حي يتفاعل مع أحداث المنطقة وتداعياتها، فكل ما نعمله يأتي بتأن وتفكير عميق فهو ليس وليد الصدفة".