لم يدع التجار حيلة لجذب الزبائن إلى تجارتهم إلا واستخدموها، حتى بعض الكلمات التي انتشرت بفعل الثورات العربية أخيرا. وبالطبع كان أشهرها الكلمات التي اتخذت طابعاً كوميدياً للعقيد معمر القذافي في بداية الثورة الليبية التي انتهت بمقتله على يد شعبه. فبينما راح الشباب يسخرون من كلماته الشهيرة "زنقة زنقة" .. "لا رجوع إلى الأمام .." و"دقت ساعة الزحف"، ويعالجونها تقنياً بأشكال تقنية مختلفة لتملأ آلاف المواقع الإلكترونية. عمد بعض التجار إلى استغلال شهرة تلك الكلمات ومدلولاتها الساخرة في جذب الزبائن. فأصبح مألوفاً أن ترى محلاً أو حتى عربة بائع متجول كتب عليها "زنقة زنقة"، أو تقرأ كلمات مثل "لا رجوع إلى الأمام إلى الكرسبي" وعبارة "دقت ساعة الزحف إلى البليلة". وهي كلمات بقدر ما تحمل قدراً من الطرافة تدفع الزبون دفعاً لاستكشاف ما وراء تلك الكلمات. أو كما يقول أحد الباعة يأتيني الزبون مبتسما ليسأل عن نوعية البضاعة التي أبيعها تحت تلك المسميات، ولا يمضي في أغلب الأحوال إلا ويكون قد اشترى مني.

فيما يلجأ آخرون إلى جذب انتباه المارة بطريقة أخرى لا تقل غرابة عن الأولى من خلال استبدال اللوحة التي تحمل اسم المحل بلوحة تحاكي لوحات مميزة للسيارات. الغريب أن مثل تلك النوعية من اللافتات كثيرا ما تحمل أخطاءً إملائية لافتة أو تكشف عن هوية المصممين والخطاطين من خلال اللهجة التي كتبت بها.

وفي أحد متنزهات الرياض يلفت انتباهك إقبال الكثير من المتنزهين على أحد محلات بيع المشروبات والوجبات السريعة، حيث يحمل المحل اسم"زنقة زنقة" الذي سارع بشهرة المحل وجعله معروفا بين الشباب الذين يرتادون المتنزهات البريّة نظرا لطرافته.

وقال أحد العاملين في المحل ويدعى أمين باي إن صاحب السيارة المتنقّلة حصل على ترخيص من البلدية لممارسة نشاطه في المتنزهات البريّة كمتنزه الثمامة، ووضع العبارات الشهيرة لمعمر القذافي على محله معتقداً في قدرتها على لفت انتباه الزبائن الذين يدفعهم الفضول لزيارته والسؤال عن المأكولات والمشروبات التي يبيعها، وسريعاً ما يقررون الشراء منه، لافتا إلى أن بعضهم يضحك من هذه العبارات حين يراها ويسأله عن سبب التسمية وآخرون يذكرون له أنهم قاموا بالشراء بسبب طرافة اسم المحل فقط.

وفي أكثر من موقع بالعاصمة رصدت "الوطن" أسماء محلات تجارية مصممة على شكل لوحات سيارات بنسختيها السابقة والجديدة ومن بينها محل لغسيل السيارات سمّاه صاحبه "و ا ش 0001" ترجمة لكلمة الغسيل بالإنجليزية ووضع اسم السيارة بالإنجليزية "CAR". والفكرة ذاتها استخدمها صاحب محل نظّارات باستغلال التصميم القديم للوحات السيارات ليكون اسمه "ش و ف 6/6".

وعلى واجهة محلات أخرى كثيرا ما تلحظ لوحات تحمل خلطاً عجيباً بين اللغتين العربية والإنجليزية المكتوبة أحيانا بأحرف عربية، في حين يحتوي الكثير منها على أخطاء إملائية لافتة. وهناك لوحات أخرى كتبت بلهجة المصممين والخطاطين الذين كتبوها فبمجرد قراءتها تكتشف جنسية من كتبها عبر وضوح لهجتها التي يمكن تمييزها بسهولة. ويرى المواطن محمد الشهري أن فوضى واجهات المحلات أصبحت أمراً مزعجاً، وقال: إنه رغم الرقابة التي تفرضها الجهات المختصة على المحلات التجارية إلا أن بعضها يحتاج إلى إعادة نظر في المسمى، فبعض اللافتات التي تعلق على واجهاتها مضحكة وكتبت باللهجات المعروفة لأصحابها فقط. وأخرى تحوي أخطاء إملائية تشوه اللغة العربية وتساهم في ترسيخ هذه الأخطاء عند من يقرؤونها من المبتدئين وصغار السن، في حين أن بعض المحلات التجارية تطلق أسماء ليس لها علاقة بالنشاط الذي تمارسه وبعضها تنتحل أسماء وشعارات قريبة من محلات وماركات شهيرة يصعب التفريق بينها وبين الماركات الأصلية وذلك لتضليل الزبائن ودفعهم للإقبال عليها.

يذكر أنه طبقا للائحة التنفيذية لنظام الأسماء التجارية الصادر عن وزارة التجارة، فإنه يجب أن يكون الاسم التجاري لائقاً ولا يؤدي إلى التضليل، ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية أو يمس الصالح العام، كما يجب أن يتكون الاسم التجاري من ألفاظ عربية أو معربة، وألا يشتمل على كلمات أجنبية، ويستثنى من هذا الحكم أسماء الشركات الأجنبية المسجلة في الخارج، والشركات ذات الأسماء العالمية المشهورة، والشركات ذات رأس المال المشترك "المختلطة" التي يصدر بتحديدها قرار من وزير التجارة.