ليست قناة mbc وحدها التي ستعرض مسلسل "الفاروق"، هناك قناة رسمية لإحدى دول الجوار كذلك، لكن المحاربين الإلكترونيين اختاروا ساحة قتال أسهل، ورفعوا سلاحاً مكروراً مله الناس وهو التستر بدعوى "الغيرة على الدين" ليقلبوا الحق باطلاً والباطل حقا.

قبل سنوات مضت كان فيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقاد عن الدعوة المحمدية وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومر الفيلم بسلام ووصل العالمية، فلم يكن هناك من ينعق ولم يكن للغوغاء صوت يضللون به العامة، ولو أن فيلم العقاد من إنتاج هذا العام لرأينا الأشخاص أنفسهم يتباكون قبل مشاهدته ويشجبون ويستنكرون.

لم يعرض مسلسل الفاروق بعد، ولم يشاهد الناس تفاصيله، ومع ذلك فكثير منهم يسير بناءً على أقوال الآخرين، يبكي إذا بكوا، ويضحك إذا ضحكوا.

الفن لأهل الفن، والموسيقى لأهل الموسيقى، هناك مجموعات غير قادرة على التعاطي مع الإعلام والفن والكوميديا، وتعد ذلك كله في عداد المحرمات والكبائر، ذنبهم هم، وليس ذنب المتابعين، فهم لديهم عقول يستطيعون من خلالها الحكم على ما يتابعونه.

فيلم الرسالة أوصل ما لا يمكن إيصاله بعشرات الكتب عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو فيلم واحد، ومنه يمكن أن يكون مسلسل "الفاروق" رسالة أقوى وأكثر انتشاراً، بدلاً من محاربته والتباكي على أشياء لم تعرض بعد، ومحاولة فرض وصاية حتى على ما يشاهده الآخرون.

إنه عصر "الريموت كنترول"، تستطيع تغيير ما لا يعجبك، لكنك لست وصياً على "ريموتات" الآخرين، ولا يحق لك أن تكون "كنترول" كذلك.