لم يمنع تشكيل اللجنة العسكرية من قبل نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من استمرار العنف في مدينة تعز، حيث قتلت أمس فتاة (20 عاما) وأصيب آخرون خلال تصدي قوات الأمن لتظاهرة تطالب بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح، وانسحاب الجيش من الشوارع بموجب اتفاق التهدئة الذي أعلن عنه أول من أمس محافظ تعز حمود الصوفي.

وذكرت مصادر بتعز أن تظاهرة لآلاف السكان خرجت للمطالبة بسحب الجيش آلياته من الشوارع جوبهت بإطلاق نار من قبل قوات الأمن، حيث قتلت فتاة تدعى راوية عبدالرحمن الشيباني، وأصيب ستة آخرون بينهم فتاتان. واعتصم الآلاف من شباب الثورة في شارع جمال، لحين وصول لجنة تهدئة إلى المدينة من العاصمة صنعاء، ولجنة أخرى تضم سفراء دول مجلس التعاون الخليجي ودول أوروبية للوقوف على حقيقة الأوضاع في المدينة.

وجاءت هذه التطورات بعد إصدار هادي في وقت متأخر من مساء أول من أمس قراراً جمهورياً قضى بتشكيل اللجنة العسكرية التي كانت محل خلاف بين السلطة والمعارضة، وذلك تنفيذاً لأهم بنود المبادرة الخليجية الذي يقضي بتشكيل اللجنة خلال خمسة أيام من توقيعها، بعدما تزايدت الضغوط الدولية لتشكيل اللجنة تمهيداً لإعلان الحكومة برئاسة محمد سالم باسندوة المتوقع اليوم أو غداً على أكثر تقدير.

وضمت اللجنة التي يرأسها هادي نفسه، كلاً من وزيري الدفاع والداخلية و12 قائداً في الجيش والأمن مناصفة بين السلطة والمعارضة، وأعطى القرار، الحق للجنة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ المهام المناطة بها والاستعانة بمن تراه مناسباً لتسهيل أعمالها.

وسيكون على اللجنة تنفيذ مهام صعبة تتمثل في إنهاء المظاهر المسلحة وإزالة الاستحداثات العسكرية وإعادة قوات الجيش إلى ثكناته، إضافة إلى إخراج المسلحين من رجال القبائل وغيرهم من الشوارع والمناطق التي يتمترسون فيها.

ومن المقرر أن يتبع تشكيل اللجنة العسكرية تشكيل حكومة الوفاق الوطني، حيث من المقرر أن يتم الإعلان عنها بين وقت وآخر، خاصة مع اقتراب المهلة المحددة بتشكيلها، التي تنتهي يوم غد الأربعاء.

وما إن انتهت لجنة الوساطة القبلية التي أشرف عليها محافظ صعدة الشيخ فارس بن محمد مناع بعقد وثيقة صلح بين الحوثيين والسلفيين في مركز دماج، حتى اندلعت مواجهات بمديرية باقم، وتحديدا في مركز مندبة المطل مباشرة على الحدود السعودية بالقرب من محافظة ظهران الجنوب بين الجيش اليمني يسانده أبناء مندبة، وأتباع الحوثي. وقال مصدر أمني لـ "الوطن"، إن المواجهات أسفرت عن إصابة اثنين من مشايخ باقم خلال تدخلهما لإيقاف المواجهات، فيما أصيب ثلاثة من أفراد الأمن المركزي أثناء صدهم هجوما للحوثيين الذين حاولوا اقتحام مخيم النازحين القريب من نقطة المندبة، إلا أن أفراد النقطة حالوا دون ذلك. وأضاف المصدر أن الوضع لايزال متوترا في المنطقة.