أكد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني خلال افتتاحه مؤتمر البترول العالمي العشرين بالدوحة أمس أن الأهمية الإستراتيجية للموقع الجغرافي الذي تحظى به منطقة الشرق الأوسط وما تمتلكه من احتياطيات هائلة من النفط والغاز إضافة لنصيبها المهم من الإنتاج والتجارة بهاتين السلعتين الحيويتين يجعل المنطقة بمثابة القلب النابض لصناعة الطاقة العالمية، مشيرا إلى أنه آن الأوان لانعقاد هذا المؤتمر في هذه المنطقة كاعتراف رمزي بأهمية مكانتها في صناعة الطاقة. وقال إن الاقتصاد العالمي يشهد تغيرات كبيرة ومستجدات متسارعة أدت إلى أزمات اقتصادية ومالية بدأت تؤثر على تماسك التكتلات الإقليمية، وعلى العلاقات التجارية والسياسية بين الدول، وعلى قدرة العديد من الدول النامية، وخاصة الفقيرة منها على تحقيق الأهداف العامة للتنمية. وأضاف أن انتشار العولمة وتوسع معالمها زاد درجة التشابك بين العوامل المؤثرة ومدى الاعتماد المتبادل بين الدول وأصبح الحديث عن استقلالية الطاقة غير معقول وغير ممكن وخاصة في ظل تنامي الطلب على مصادرها. وأوضح أن الطاقة بجميع مصادرها تلعب دوراً أساسياً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وما زال النفط والغاز يشكلان أكثر من خمسين بالمئة من هذه المصادر، ولكن هذه الصناعة تواجه تحديات جساماً، منها المحافظة على حقوق الأجيال القادمة والتأكد من أن استنزاف مواردها الطبيعية لن يؤدي إلى إضعاف قاعدتها الإنتاجية في المستقبل. وقال إن تحقيق ذلك يتطلب منا استخدام إيراداتها النفطية لسد احتياجات الجيل الحالي وتحويل ما تبقى إلى قاعدة إنتاجية متجددة لا تعتمد على النفط والغاز، وإن هذا الهدف يتحقق بأن يكون للدول المصدرة رؤى واضحة لطبيعة هذه القاعدة وإستراتيجيات وخطط للوصول إليها. وذكر أن تحقيقه يحتاج إلى تعاون الدول المستوردة المتطورة وشركات النفط العالمية، تعاوناً وثيقاً مع الدول المصدرة وخاصة في مجالات التنمية البشرية.