حملت جلسات اليوم في مؤتمر "فكر 10" الذي انطلق أمس في دبي، تجارب محفزة لمشاركين شباب من دول عربية عدة، جاءت بحسب المتحدثين لطرح تعريف لثقافة تغيير وتطوير مقترحة من أجل واقع إيجابي في العالم العربي.

وجاءت أولى الجلسات بصابغ شبابي، تحت عنوان "فكر وأفكار"، متضمنة مشاريع وأفكارا جديدة من قبل المتحدثين وتجارب استثنائية، قالوا "إن من شأنها أن تحدث وقعا إيجابيا في المجتمع العربي وأن تشكل مصدر إلهام للحضور".

وكإشارة إلى ضرورة تكاتف المال مع الأفكار الجادة بغية تطبيقها، ترأس الجلسة رجل الأعمال الأردني ماهر قدورة، مؤكدا أن الطموح هو أن يجلس في الصفوف الأمامية أشخاص تحت سن الثلاثين عاما، وأن يكون مجتمعنا شبابيا وليس مجتمع عجزة.

في حين قال المبتعث السعودي عبدالعزيز الطرابزوني الذي أنشأ جمعية طالبية تعنى بالإبداع في المملكة إنه طرق أبوابا عدة لمسؤولين وعرض عليهم المشروع وبشكل غريب نجحنا في جمع مليون ريال".

وأضاف: "ذهبت إلى أميركا بعد 5 سنوات، وفي أقل من 7 أشهر استطعت أن ألقي كلمة المملكة في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

واسترسل الطرابزوني في حكاية تجربته للحضور "بعد ذلك، قررت أن أقوم بشيء يفيد الإنسانية فتعرفت على جمعية bill clinton العالمية فقررت العمل معهم، فتحديت نفسي إلى أن وصلت للعمل بعد أشهر قليلة كباحث في الشؤون الخارجية في مكتب رئيس أميركي سابق".

وختم الطرابزوني حديثه بالتشديد على أن "الجميع يستطيع أن يتخذ القرار ويتحدى الجميع وينفذ"، موضحا أن "الانتصارات تلحقها هزيمة إلا الانتصار على الذات".

أما مؤسس أول بنك للفقراء في المنطقة العربية في اليمن "بنك الأمل" محمد اللاعي، فراح يشرح تفاصيل عن الواقع الموجود في العالم قائلا "إن 50% يعيشون بأقل من دولارين في اليوم وإن 30 ألف شخص يموتون سنويا من الجوع، أو عندما يكون الطعام متوفرا ولا يستطيعون أن يحصلوا عليه".

ولخص اللاعي ما يقدمه "بنك الأمل" بالإشارة إلى أنه يقدم قروضا وتمويلات لمن يثبت أنه فقير قادر على العمل ويستطيع الفقير هنا أن يحصل على الخدمات المصرفية كافة، وقد أمن هذا البنك فرص عمل لعشرات الآلاف من الشباب واستطاع تأمين حياة كريمة لكثير من الأشخاص في اليمن".

أما مؤسس ورئيس تنفيذي في كورد في مصر محمد الرافعي، فاعتبر أنه ليس هنالك مشكلة في أن يكون لدى الشخص رأي مختلف، ورأى أن هناك أشخاصا حية، قلبها ينبض، وفي المقابل هناك أشخاص "عايشة وصاحية" وموجودة بحسب تعبيره.

وأضاف: "علينا أن نجعل الأشخاص يتعلمون كيف يتكلون عن أنفسهم. لدينا قرار مهم بهذا الخصوص، علينا أن نكون بذورا صحية في أرضنا ليكون ربيعنا مستمرا".

وفي شأن التجربة التونسية في تغيير واقعهم قال المحامي والناشط الحقوقي التونسي نبيل اللباسي، إنه "لم يكن أحد يتصور أن النظام في تونس سيهوي في يوم من الأيام، ولم يعرف أحد كيف سقطت المنظومة القائمة بهذه السرعة"، مؤكدا أن "خيار الشعب هو غير خيار النخب طالما أن النخب تستنبط خياراتها من الفلسفة والعلم وليس من الشعب لذلك على النخب أن تسعى لتطوير طموحات شعوبها".

وقال: "لا يوجد شعب لا يستحق الديموقراطية فالشعوب تتأقلم وتصنع ثقافتها عند تغير المنظومات ونحن في تونس، أولسنا في موضع تكرار لما أنتجته الثورات السابقة كالفرنسية والبلشفية أو الصناعية؟ فثورة شعوبنا هي ثورة التكنولوجيا الجديدة والديموقراطية التي نحن مطالبون بإبداعها".

وحضر مصطفى سلامة وهو أول أردني تسلق قمة إيفرست بكلمة تحفيزية وجهها إلى الشباب قائلا "إنه لم يكن حتى يملك الخبرة لهذا الموضوع وبدأت مغامرته بتسلق الجبال حيث كانت المرحلة الأولى ممجوجة بالخوف والرهبة".

وأضاف سلامة: "تحدثت لكثير عما أفعله فوصفني أناس بالمجنون وبعضهم استخف بالموضوع، وحتى والدتي لم تشجعني لهذا الأمر ولكن القليلين حفزوني وقالوا إن هذا بالإمكان القيام به، وإيماني هو الذي دفعني للبدء بهذه المغامرة"، مشددا على إن إيمانه بالله ثم بنفسه هو الذي جعله يغير نفسه وطريقة تفكيره.

أما مدير مشاريع مؤسسة رنين في اليمن محمد الشامي فتحدث عن "أول منظمة للشباب لمنع الإرهاب، وتفعيل دور الشباب"، وقال: "بدأنا منهجية التعليم عبر يوتيوب وفيس بوك، وعمل محاضرات لصناع القرار، وفتحنا نافذة إلكترونية للشباب تجمع بينهم وصناع القرار، وقد واجهنا تحديان: حجم الخطة الكبير والإجراءات التنفيذية لهكذا خطة"، مستطردا بالقول إن "الربيع العربي جاء ليسهل هذه العملية، فالشاب الذي لم يستطع أن يوصل صوته إلى المسؤول، استطاع إيصال صوته للعالم كله".

ثم تحدث المهندس ورائد الأعمال اللبناني بسام جلغا الذي شرح واقع الإنسان العربي وقال: "العرب هم من أعطوا الثقافة والحضارة والموسيقى فبأي عهد حصل الإشكال؟ هل السياسات الخارجية هي التي تمنعنا أن نكون مبدعين؟ ماذا بعد الربيع؟

وتوجه جلغا للجيل السابق بالقول: "أعطونا الحرية والدعم كي نصحح الأخطاء التي وقعتم بها، وأقول للشباب "الوقت حان الآن كي تكون لنا الثقة لنضع نفسنا على خريطة الإبداع في العالم".

وختم بالقول إن "الإبداع ليس صعبا. في حياتنا اليومية نستطيع أن نكون مبدعين. نحن نستطيع أن نغير العالم كما نراه نحن صحيحا".

ولفتت المراسلة التلفزيونية الفلسطينية صابرين طه إلى أن "كل شخص لديه مرآة حيث ينظر إلى نفسه بطريقة معينة، قائلة "عندما أنظر إلى نفسي في المرآة وأنا سعيدة أشعر أن الحياة جميلة، والعكس صحيح". ووصفت الربيع العربي بأنه "صحوة بكل المقاييس" وهذا شيء جميل وعلينا أن نحافظ عليه ونحن في فلسطين منذ 1968 لدينا ربيع عربي وكل يوم علينا تجديده.

في حين ختم رئيس الجلسة السيد قدورة بالقول "علينا أن نسأل أنفسنا بعد الخروج من هنا، ماذا أخذنا من الربيع العربي وكيف سنغير في مجتمعنا؟ في عملنا؟ في كل ما نواجهه أي جديد سنقدمه؟ ما بعد الربيع العربي نصنعه نحن وعلينا جميعا أن نعمل معا يدا بيد لصنع التغيير".