فاطمة أدهم من سكان حارة المظلوم بجدة تحرص كل عام وبالتحديد في العاشر من شهر محرم على إعداد طبق "العاشورية"، وهو من الأكلات الشعبية والتقليدية، ويقدم هذا الطبق في وجبة الإفطار في يوم عاشوراء بعد صلاة المغرب، ويتبادل الجيران الأطباق فيما بينهم، فيضفي ذلك نوعا من التواصل الاجتماعي بين الأسر.
"العاشورية" أو "حلوى القمح"، أو"حلوى الأرز" مسميات عدة لطبق حجازي يفضله العديد من الأسر السعودية على مائدة الإفطار في العاشر من محرم، ولا تزال البيوت الجداوية والمدينية يحافظون على هذا الطبق باعتباره من العادات الاجتماعية القديمة، و"العاشورية" التي عرفت بمكوناتها من الجريش، والفستق، والزبيب، واللوز وغيرها، أصبحت تقدم بأساليب حديثة مميزة مواكبة للعصر، فاستخدمت في تقديمها كأسات الكريستال الملونة، مع تزيينها بالمكسرات الفاخرة، والشوكولاتة الفرنسية.
يقول بائع مكسرات في سوق الندى عبد الفتاح فاروق "العاشورية من أهم متطلبات السيدات الجداويات، ففي كل عام مع دخول العام الهجري، واقتراب الأيام التي تسبق العاشر من محرم، خاصة في اليوم الثامن والتاسع يتردد على محلات بيع المكسرات في السوق السيدات اللائي يبحثن عن مكونات العاشورية، ونحرص على تزويد محلاتنا بكافة الأصناف التي تدخل في مكونات العاشورية من المكسرات، مثل الفستق ، والصنوبر، والزبيب? واللوز، والسكر، وماء الكادي، والورد، والجريش" مشيرا إلى أن لكل بلد طريقة في صنع "العاشورية" مستمدة من بيئتها الشعبية.
وأضاف أن هناك العديد من السيدات من أدخلن على" العاشورية " إضافات جديدة تحمل طابع العصرية، كالمكسرات الفاخرة التي تحضر من المحلات المتخصصة في بيع هذه الأنواع، فدخل في إعدادها اللوز البجري إلى جانب الفستق الحلو، والشكولاته الفرنسية المبشورة، والتي ترش على طبق العاشورية، كإحدى وسائل التزيين لإظهار الطبق المفضل لدى أغلب الحجازيين بشكل جذاب وأنيق.
وتقول خبيرة التغذية الدكتورة رويدة نهاد إدريس إن "طبق العاشورية بديل لوجبة كاملة القيمة الغذائية، فهو يحتوي على معادن وفيتامينات، على سبيل المثال الجريش يعتبر مصدرا جيدا للألياف، لاحتوائه على المعادن والفيتامينات، أما المكسرات فهي مفيدة جدا، فالدهون غير المشبعة الموجودة بها تحمى القلب من الأمراض، وتجعل غشاء الكبد أكثر ليونة، مما يسمح للكولسترول بالانتقال بسهولة إليه ومن ثم إلى خارج الجسم، بعكس الدهون المشبعة كتلك الموجودة فى لحم البقر والزبدة والتي تسبب السمنة".
وتضيف أن "الدراسات أثبتت أن تناول اللوز، والفستق، والبندق بكميات قليلة، وبشكل منتظم يحمي من الإصابة بأمراض القلب، ويبعد شبح الإصابة بمرض الشلل الرعاش، كما تقلل المكسرات عموما من خطر إصابة السيدات بمرض السكر، وتخفض نسبة الكولسترول بالدم، وتحمي من سرطان القولون، كما أن تناولها يقلل من خطر الوفاة المفاجئ الناتج عن الأزمات والأمراض القلبية، بسبب احتوائها على تركيز عال من حمض "ألفا لينولييك" الذي يساعد في تنظيم ضربات القلب، كما أن حبوب الجوز تحتوي على أحماض "أوميجا 3 "، واللوز غني بفيتامي "E".، مشيرة إلى أن خبراء التغذية أكدو أن المكسرات لها فوائد عديدة منها تقوية البصر، والمساعدة على تقليل الشهية، وبالتالي تخفيف الوزن.
وقالت الدكتورة رويدة "ننصح باختيار الأنواع غير المالحة من المكسرات،وذلك لمراعاة الصحة العامة، أما الفاصوليا اليابسة فتضيف قيمة عالية للطبق لاحتوائها على البروتين، والفسفور، والبوتاسيوم، والحديد، والكالسيوم وفيتامينات (ب2،ح2)".
وأوضحت أن الفاصوليا اليابسة توصف للرياضيين، وأصحاب الأعمال الشاقة، والمراهقين، وتمنع عن المصابين بالسمنة، ولكن يجب مراعاة الكميات، فلا تزيد عن كوب صغير، ويضاف لها سكر الفواكه أو السكر البني الطبيعي.