"نجني في هذا اليوم ثمرة العشر سنوات من العمل الدؤوب المتواصل لتصدر إليكم موسوعة المملكة العربية السعودية"، بهذه الكلمات خاطب نائب وزير الخارجية وعضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز الأمير عبدالعزيز بن عبدالله جمعاً من المثقفين والباحثين لدى افتتاحه معرض صور "خادم الحرمين الشريفين" وتدشينه الموسوعة وافتتاح المبنى الجديد للمكتبة ظهر أمس وسط العاصمة الرياض.

وأضاف الأمير عبدالعزيز بن عبدالله أن هذا الإنجاز يعد سجلاً للوطن ويسد ثغرة كبيرة في المكتبة العربية والعالمية من حيث المراجع العلمية الشاملة عن بلادنا، وتابع بالقول "أصبح لدينا ما نقدمه للآخر من أبناء الثقافات والشعوب الأخرى ليتعرف على تاريخ بلادنا في ماضيها وحاضرها، مدركين ثوابتنا الوطنية التي تشكل دعائم خصوصيتنا الحضارية وإسهاماتنا في مسيرة الحضارة الإنسانية"، مشيراً إلى أن هذه الموسوعة تعد تواصلاً مع مبادرات خادم الحرمين الشريفين لمد جسور حوار الحضارات.

وكشف الأمير عبدالعزيز بن عبدالله في كلمته أن مكتبة الملك عبدالعزيز درست عدد كبيراً من الأعمال الموسوعية المحلية والعربية والعالمية لتصل إلى الشكل الأمثل وحشدت عددا كبيرا من الأكاديمين والباحثين والكتاب والخبراء السعوديين لتصدر في شكل يليق بعراقة المملكة.

وافتتح الأمير عبدالعزيز بن عبدالله معرض الصور لخادم الحرمين الشريفين الذي اشتمل على 192 صورة معبرة ونادرة توثق لمسيرة الملك عبدالله من محطات مختلفة منذ نشأته وكثير من حياته العملية، وفرع المكتبة "بطريق خريص" للخدمات وقاعة الاطلاع.

من جانبه، كشف المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز فيصل بن معمر أنه في عام 1407 أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حينما كان وليًا للعهد، بافتتاح هذه المكتبة، وكان افتتاحًا غير تقليدي؛ إذ حرص على توجيه الدعوة إلى المثقفين والمفكريين، وحضر من قصره العامر ليقدّمها هديةً لهم؛ وفي ذلك دلالة بالغة الأهمية، وتابع "بعد افتتاح المكتبة بعامين، في حفل الاستقبال السنوي لضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، كنت وقتها أمام باب مجلسه العامر، عندما همّ، حفظه الله، بدخول المجلس، فوجئت بسؤال مقامه الكريم: هل المكتبة بخير؟ فأجبتُه أنها جيدة، وكان جوابه: أني لا أعتقد ذلك وكانت المفاجأة الكبرى جوابه التعقيبي أن المكتبة ليست كذلك لأنني لم أر أحدًا يستخدمها! وقلت: هذا صحيح!".

وآشار ابن معمر إلى أنه أستأذن الملك عبدالله لوضع خطة شاملة لاجتذاب القراء والمرتادين؛ حيث انطلقت المشاريع بدعم لا محدود، حيث تم إجراء توسعة للمكتبة لتصبح ثلاثة مبان رئيسة "مكتبة للرجال وأخرى للنساء ومكتبة للأطفال"؛ ثم افتتاح فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمربع.. محتوية أيضًا على مكتبة للرجال وأخرى للنساء ومكتبة للأطفال.

وأشار إلى أن المكتبة انطلقت في تنفيذ خطة مشاريعها الثقافية من خلال ندواتها المحلية والدولية ومحاضراتها، ومنذ ذلك الحين حتى الآن، ارتفع مؤشرها تصاعديًاً، حتى وصل مرتادوها إلى نحو 600 ألف قارئ وقارئة؛ لما تقدمه من خدمات نوعية في قاعاتها المختلفة، تبدأ من منتصف السابعة صباحًا وحتى العاشرة مساءً دون توقف وطيلة أيام الأسبوع؛ وحرصها على اقتناء الجديد من الإصدارات من ناحية، وتطبيق آخر ما توصلت إليه التقنية في حقل الاتصال والمعلومات من ناحية ثانية، تضعها كلها في خدمة المترددين والمعنيين بأمر المعرفة.

واختتم ابن معمر كلمته أن موسوعة المملكة العربية السعودية، توفر سلسلة من الكتب التوثيقية الشاملة المبسطة عن المملكة ومناطقها الثلاث عشرة؛ لتسجيل حركة التطوّر في جميع المجالات عن المملكة العربية السعودية.

من جهته، تناول المدير التنفيذي للموسوعة الدكتور فهد السلطان انطلاقة الموسوعة بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين عام 1422على انطلاق العمل، مشيراً إلى أن الموسوعة توثق لثلاث عشرة منطقة تغطى ما يتعلق بحوانبها التاريخية والجغرافية والآثار والثقافة والعادات والتقاليد والخدمات والاقتصاد والسياحة والحياة الفطرية. وبين السلطان أن مكتبة الملك عبدالعزيز دعت أكثر من 200 باحث وباحثة إلى المشاركة في كتابة الموسوعة، كل حسب تخصصه، وتضمنت الموسوعة 160 خريطة وأكثر من 10 آلاف صورة.