دعا رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبدالعزيز إلى البحث عن استراتيجيات جديدة تضمن الأمن الإقليمي في منطقة الخليج، عبر آليات تضمن عدم التدخل في شؤون الغير، واحترام سيادة الدول، والامتناع عن التلويح بالقوة في العلاقات الدولية والإقليمية، لأنها لا تخدم الأمن الإقليمي والخليجي بل تؤدي إلى سباق في التسلح وإلى العودة إلى نظرية توازن الرعب.
جاء ذلك خلال مناقشات الجلسة الثانية من منتدى "الخليج والعالم" التي خصصت لموضوع "ديناميكية الأمن الإقليمي" برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية السابق عبدالمحسن بن عبدالعزيز العكاس. وأكد، في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني، أنه "لا منتصر في حال نشوب حرب فهي تعني الخسائر والخسائر المقابلة والدمار والدمار المقابل لذلك نحن نسعى إلى تعزيز دفاعنا الجوي الخليجي ضد أي اعتداء". وأضاف "هناك تخوف من دفعنا إلى سباق للتسلح يدخلنا في إنفاق أموال طائلة تؤثر على مشاريعنا التنموية، وأنا أقولها من خلال خبرتي العسكرية أن المليارات التي تنفق في هذا القطاع تتحول إلى خردة".
وأفاد أن هناك تخوفا من البرنامج النووي الإيراني بسبب غياب الوضوح والشفافية، ومماطلة الجانب الإيراني في التعاون مع المجتمع الدولي مما يعطي انطباعا أنه أكثر من مشاريع لسد الاحتياجات اليومية من الطاقة الكهربائية. وطالب طهران بأن تكون شفافة وتقدم طمأنة لجيرانها والعالم بأن برنامجها سلمي وهذا بحد ذاته حق مكتسب لكل شعوب العالم، مؤكدا أن هذا الغموض في البرنامج النووي كان له رد فعل من قادة الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي الذي تعمل دوله على الوصول إلى التكامل من خلال تنفيذ مشروع للإنذار المبكر يعمل لمصلحة كافة الدول وتحت قيادة مركزية واحدة.
كما أكد أن الحوار الشفاف هو الحل لمعالجة مشكلة البرنامج النووي الإيراني من خلال توضيح الأهداف الحقيقية لبرنامجهم. وأوضح "كل المؤشرات والأنباء تثير علامات استفهام حول حقيقة ما تريده طهران من هذا البرنامج ونحن نتفق مع روسيا في أن الحل العسكري ليس الحل الأمثل لكن على إيران أن تكون أكثر حكمة تستمع إلى جيرانها وأصدقائها لتكشف عن حقيقة برنامجها".
وحول البرنامج النووي الإسرائيلي، أكد الأمير مقرن أن بلاده موقفها واحد وهو خلو منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية وهو ما تنادي به السعودية ودول مجلس التعاون في كافة المحافل الدولية بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل خاصة من السلاح الإسرائيلي.
وحول الشراكة الاستراتيجية السعودية مع دول العالم لمواجهة التحديات الإقليمية أوضح أن مجلس التعاون هو شكل أساسي من أشكال الشراكة الاستراتيجية السعودية، مؤكدا أن توسيع خطط واستراتيجيات الشراكة هو عمل مستمر لا يشتمل على أميركا وبريطانيا بل كافة دول العالم لأن السعودية ودول الخليج مهمة واستراتيجية ليس لأميركا وبريطانيا فقط بل لكافة دول العالم.
وحول الديموقراطية والعدالة في السعودية أوضح رئيس الاستخبارات أن السعودية بلد العدالة، وأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يستقبل المواطنين بشكل دائم كما هو الحال في كافة الدول الخليجية، ويقبل النقد والشكوى حتى من الوزراء المتواجدين في جلسته. وتساءل "من يستطيع أن يقابل أوباما أو ساركوزي في أميركا وفرنسا، لكن لدينا يمكن لكل مواطن عمل ذلك متى شاء، إضافة إلى أن هناك إصلاحات ستشمل توسيع مجلس الشورى وإدخال المرأة فيه وغيرها من الخطوات القادمة".
أما عن صعود التيار الإخواني إلى السلطة في مصر، فأكد أن الرياض تقف مع خيارات الشعوب في تونس ومصر والمغرب، "إذا كان هذا خيارهم فليكن نحن نتعامل مع كيانات سياسية".