استبعد عضو مجلس الأمن القومي الأسبق جاري سيك احتمالا بالتوصل إلى خريطة طريق لتسوية دبلوماسية للملف الإيراني في أي وقت قريب. وقال سيك في ندوة عقدت بواشنطن "ليس هناك أي طرف من الأطراف الأساسية المعنية بالأزمة يرغب في حل دبلوماسي. الإيرانيون لا يريدون وواشنطن لا تريد والأوروبيون غير قادرين على الإمساك بزمام المبادرة أما روسيا فقد حاولت وفشلت".

فيما أعلن مصدر عسكري للتلفزيون الإيراني أن القوات الإيرانية قالت أمس إنها أسقطت طائرة استطلاع أميركية بدون طيار في شرق البلاد.

ونقلت قناة تلفزيون العالم التي تبث بالعربية عن مصدر لم تذكر اسمه قوله "القوات الإيرانية أسقطت طائرة أميركية بدون طيار من نوع آر.كيه- 170 في شرق إيران".

وتابع جاري سيك "قدم الروس الصيف الماضي مبادرة من صفحتين قالت واشنطن إنها يمكن أن تكون بداية لمفاوضات ذات معنى إن وافق عليها الإيرانيون. وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما تنظر إلى تلك المبادرة باعتبارها ضمانا يحول دون تدهور الموقف في عام 2012 الذي تشهد فيه الولايات المتحدة انتخابات رئاسية تدفع بالإدارة إلى محاولة تجنب أي مفاجآت لا يمكن حساب نتائجها. بل إن فرصة نجاح المبادرة كانت كبيرة من الناحية النظرية أو هكذا بدا للمراقبين جميعا".

وأوضح سيك أن الرئيس أوباما كان يرغب في تجنب الحملات الجمهورية الضاغطة عليه بشأن الملف الإيراني وأنه رأى في المبادرة الروسية التي طرحت بالتنسيق مع واشنطن فرصة لتجنب الضغط الذي سيمارسه الكونجرس عليه على نحو يغلق الباب أمام أي حلول دبلوماسية للنزاع. فضلا عن ذلك فإن الأوروبيين كانوا سيوافقون لرغبتهم في تجنب ضربة مفاجئة لإيران يمكن أن تدفع بالشرق الأوسط إلى مرحلة من عدم الاستقرار. كما أن الروس والصينيين كانوا سيوافقون لأن إزالة العقوبات ستمكنهم من تكثيف علاقاتهم الاقتصادية مع الإيرانيين.

وقال سيك "إلا أن الصورة في الواقع تختلف عن ذلك. فإدارة الرئيس أوباما هجرت تماما درب التفاوض مع الإيرانيين بسبب التصلب الإيراني غير المحسوب. والروس والصينيون غير راغبين في هذه اللحظة في التنسيق مع واشنطن لأسباب تتعلق بخلافات إستراتيجية أكبر حجما وأكثر شمولا. كما أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي أعرب خلال زيارته لنيويورك عن رغبته في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لا يملك القدرة على فتح هذا المسار. وإسرائيل قد تقدم على ضرب إيران إلا لو رأت أن ذلك سيقلل من احتمال حدوث حركة معارضة داخلية قوية في المجتمع الإيراني يمكن أن تغير النظام".

وقال سيك إن السياسة الأميركية في اللحظة الحالية وحتى انتهاء انتخابات الرئاسة تتلخص في الاحتواء وتضييق الخناق بقدر الإمكان عبر عقوبات مشددة ومواصلة إغلاق باب المفاوضات الذي ثبت منذ مطلع 2010 أنه لا مناص منه إذ إن أسس الموقف الإيراني تواصل رفضها لأي حلول معقولة تعتمد على القبول بقرارات منظمة الطاقة الذرية العالمية.

إلى ذلك قررت فرنسا خفض عدد موظفي سفارتها في طهران "موقتا كإجراء وقائي" بعد مهاجمة وإغلاق السفارة البريطانية، مما أثار موجة استياء دولي وأحرج النظام الإيراني.