تتجه الأنظار الدولية والعربية اليوم، نحو العاصمة الرياض التي ستحتضن فعاليات منتدى "الخليج والعالم"، بمشاركة دولية وعربية واسعة. ويفتتح أعماله وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، فيما تأكدت مشاركة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ورئيس ديوان الرئاسة العراقية نصير العاني، وحشد من صناع القرار والأكاديميين من مختلف دول العالم.

ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات في المنطقة، من حالة الربيع العربي التي طالت بعض الدول العربية ولا تزال دول أخرى ترزح تحت وطأته، بالإضـافة إلى تصاعد الخطر الإيراني الناجم عن التدخلات في شؤون دول المجلس وملف طهران النووي.

وأبلغ "الوطن" عضو لجنة التنظيم العليا رئيس اللجنة الإعلامية في المؤتمر الدكتور تركي العواد أن التجمع لا يمثل مؤتمراً سياسياً أو رسمياً، بل هو حوار علمي مفتوح يبحث في الشأن الخليجي، وتجمع علمي للمفكرين والأكاديميين والمهتـمين بـالشـأن السـياسي والاقتصادي، إلى جانب قادة سياسيين، مشيراً إلى أن المشاركين يمثلون أنفسـهم أكثـر مـن أن يكونوا ممثلين رسميين لدولهم




 


يرعى وزيرالخارجية الأمير سعود الفيصل في الرياض اليوم مؤتمر"الخليج والعالم"، الذي ينظمه معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث. ويشارك في المؤتمر نخبة من المسؤولين والمعنيين بالشأن الخليجي من المملكة ودول مجلس التعاون ومن مختلف دول العالم وكبار المسؤولين في المنظمات الإقليمية والدولية. ويأتي انعقاد المؤتمر الذي يستمر يومين لما تمثله منطقة الخليج العربي من أهمية كبرى في الاستقرار والأمن الدوليين.

وسيناقش المؤتمر جملة موضوعات تتصل بمنطقة الخليج العربي، أبرزها: دور دول مجلس التعاون الخليجي في المتغيرات الدولية والإقليمية، والتغيرات السياسية في المنطقة وانعكاساتها، والبيئة الأمنية الإقليمية للمنطقة.

كما يتناول المؤتمرالآفاق المستقبلية للطاقة العالمية، وكيفية المحافظة على النمو الاقتصادي في ظل ظروف اقتصادية متقلبة، والتوقعات بشأن مستقبل المنطقة.

ومن المقرر أن يتحدث في المؤتمر عدد من الأمراء، بينهم وزير الخارجية، ورئيس الاستخبارات العامة، ورئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ووزير خارجية الإمارات، ووزير البترول والثروة المعدنية، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة لعدد من المفكرين المهتمين بالشأن الخليجي.

ويتضمن المؤتمر عقد ست جلسات موزعة على يومي المؤتمر: الجلسة الأولى بعنوان "دور دول مجلس التعاون الخليجي في المتغيرات الدولية" يرأسها عضو مجلس الشورى الدكتور محمد بن إبراهيم الحلوة، ويتحدث فيها كل من وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.

والجلسة الثانية بعنوان "ديناميكية الأمن الإقليمي" ويرأسها وزير الشؤون الاجتماعية السابق عبدالمحسن بن عبدالعزيز العكاس، ويتحدث فيها كل من: رئيس الاستخبارات العامة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية الدكتور نصير عايف حبيب العاني.

وتعقد الجلسة الثالثة تحت عنوان "تحولات القوى العالمية ودور القوى التقليدية" ويرأسها الدكتور عبدالله خليفة الشايجي من جامعة الكويت، فيما سيكون المتحدثون فيها كل من: الدكتورة مارينا أوتاوي من مؤسسة كارنيجي بواشنطن، ومدير معهد الاستشراق في موسكو الدكتور فيتالي نعومكن، ونيكولا دي سانتيس من حلف الأطلسي.

وتحمل الجلسة الرابعة التي تعقد غدا عنوان "تحولات القوى العالمية ودور القوى الصاعدة"، ويرأسها أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله، فيما يتحدث فيها كل من مستشار الأمن القومي في الهند شيفشنكار مانون، ونائب وزير الخارجية في سنغافورة بايلهاري كوسكان، ومدير مركز المنظمة الدولية والقانون في معهد شنغهاي للدراسات الدولية في الصين الدكتور ييي كينج، ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في تركيا الدكتور بولنت أرس.

وتحمل الجلسة الخامسة من جلسات المؤتمر عنوان "آفاق مستقبل الطاقة والاقتصاد العالمي" ويرأسها عضو مجلس الشورى الدكتور ماجد بن عبدالله المنيف، فيما يتحدث فيها كل من: وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، ونائب الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور ناصر بن إبراهيم القعود. وستكون الجلسة السادسة تحت عنوان "التوقعات والنظرة إلى المستقبل" ويرأسها مدير عام معهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور عبدالكريم بن حمود الدخيل، ويتحدث فيها كل من رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، وعضو مجلس الشورى السابق في البحرين الدكتور باقر سلمان النجار، والدكتور أنور محمد الرواس من جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان.

وأوضح مدير عام معهد الدراسات الدبلوماسية الدكتور عبد الكريم بن حمود الدخيل أن هذا المؤتمر يأتي في توقيت مهم، ووسط متغيرات وظروف إقليمية غير مسبوقة، مشيرا إلى أن كل ذلك له تأثير مباشر على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي. وأضاف أن هذا المؤتمر يأتي أيضا قبل أيام من استضافة الرياض قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي ستناقش قضايا مهمة للغاية تأتي في مقدمتها قضية أمن الخليج. وتوقع الدخيل أن تكون نتائج مناقشات المؤتمر ثرية ومهمة، نظراً لدور المملكة الرائد ولأهمية ومكانة المشاركين، وطبيعة القضايا المطروحة للنقاش.

وبدوره أوضح عضو لجنة التنظيم العليا رئيس اللجنة الإعلامية في المؤتمرالدكتور تركي العواد، أن المؤتمر يمثل تجمعا علميا للمهتمين والمفكرين والأكاديميين في الشأن السياسي والاقتصادي، إلى جانب قادة سياسيين، مشيراً إلى أن "المشاركين يمثلون أنفسهم أكثر من أن يكونوا ممثلين رسميين لدولهم".

وأضاف في تصريح إلى "الوطن" أن هذا التجمع لا يمثل مؤتمرا سياسيا أو رسميا، بل حوارا علميا مفتوحا يبحث في الشأن الخليجي من منطلق وجهات نظر بحثية علمية لعدد من المهتمين الخليجيين والعالميين. وتابع أن فكرة المؤتمر ليست وليدة الأحداث الجارية في المنطقة، بل بدأت قبل أكثر من سنة، حيث انطلق التحضير له قبل نحو 6 أشهر كنشاط علمي للجهة المنظمة (معهد الدراسات الدبلوماسية) وبالتعاون مع مركز أبحاث متخصص في الشأن السياسي والاقتصادي.

وحول الحضور الإعلامي، أكد العواد أن المنظمين تلقوا طلبات تسجيل وحضور أكثر من 130 إعلاميا، حتى أمس، يمثلون عددا كبيرا من وسائل الإعلام المختلفة، المحلية والإقليمية والدولية.