يتخذ المفكر الجزائري مالك بن نبي من المبدأ الأخلاقي مقياسا رئيسا من مقاييس علم الجمال، إذ يظهر دوره الكبير كعامل يحدد اتجاه الحضارة ورسالتها في التاريخ.
يقول رضوان السيد في تقديمه للكتاب الذي صدر عن وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر "كتاب الدوحة 6" بعنوان "شروط النهضة": إن مالك بن نبي أصدر كتابه شروط النهضة بالفرنسية 1948، وهو جزائري الجنسية قضى زهاء الثلاثين عاما في بلاد الغرب وخاصة في فرنسا، وقد درس هناك الهندسة الكهربائية، وانصرف إلى جانب ممارسة حرفته، إلى قراءة كتب الفلسفة والتاريخ والعلوم الاجتماعية، مبينا أن ما بين الحربين الأولى والثانية فترة كانت من أخصب الفترات في التاريخ الأوروبي في المجال الفكري والثقافي والفني والإبداعي.
وجاء الإصدار في 216 صفحة، من القطع المتوسط، ترجمها عمر مسقاوي وعبدالصبور شاهين في 1960، وقدمه رضوان السيد، مقسّما إلى "الحاضر والتاريخ" و"المستقبل" الذي قسم إلى عناصر: الإنسان، التراب، الوقت.
وأوضح أن ابن نبي ليس مؤرخا لا بالمعنى الثقافي ولا بالمعنى السياسي، وإنما هو صاحب رؤية وفكرة تبزع باعتبارها خاطرة، ثم تتخذ أبعادا نظرية، ولذا فإنه وجد ما يمكن البدء به بعد الانحطاط الطويل الذي أعقب زمن ملوك الموحدين "القرن الثاني عشر، الثالث عشر".
وفي كلمة مقدمة الكتاب كتب "يجد القارئ فصلا لتوضيح العلاقة بين المبدأ الأخلاقي وذوق الجمال، وذلك لإظهار أثره الكبير كعامل يحدد اتجاه الحضارة ورسالتها في التاريخ، وأظن أن هذا هو أول بحث تناول العلاقة بين المبدأ الأخلاقي وذوق الجمال باعتبارهما مقياسا من أهم مقاييس علم الجمال.
يذكر أن مالك نبي توفي 1973، مخلفا وراءه مجموعة من الأفكار القيمة والمؤلفات النادرة، منها: بين الرشاد والتيه 1972، وتأملات 1961، والصراع الفكري في البلاد المستعمَرة 1959، والظاهرة القرآنية 1946، والفكرة الأفريقية الآسيوية 1956، وفكرة كومنولث إسلامي 1958، وفي مهب المعركة 1962، ومذكرات شاهد للقرن، الطفل 1965، ومذكرات شاهد للقرن الطالب 1970".