عندما بدأت حقبة العولمة واتفاقية "الجات" دار نقاش صاخب في هذا الجزء من العالم عن ضرورة الحفاظ على الهوية والثقافة لكل بلد، ولم يكن أكثر المتشائمين يظن أننا سندخل معارك للحفاظ على دولنا بشكلها الحالي.
توافقت ظروف العام الفائت مع رغبات غربية بإعادة تشكيل خريطة هذه المنطقة لتحقيق مصالح السيطرة، واستخدام الطائفية والقوميات لذلك. وبغض النظر عما عرضته في هذه الزاوية من دراسات ومقالات من عشرات السنين عن ضرورة التقسيم فإن العالم العربي بمجمله ما عدا خمس أو ست دول قد دخل مرحلة unable state الدولة غير القادرة على فرض سلطتها على المجتمع، وهي المرحلة قبل الأخيرة من مرحلة الفشل التام أو الانهيار التي دخل فيها الصومال والعراق واليمن.. وتقسيم السودان، والوضع الخاص للبنان والحرب الأهلية في سورية.
أتذكرون الصومال؟ كان زاهرا أيام سياد بري الذي قيل عنه ديكتاتور، ثم جاءت ثورة (الأحرار) منذ عشرين عاما.. لذلك أدعو شيخنا الكبير العلامة نصير المظلومين يوسف القرضاوي بالذهاب لمقديشو أو بغداد أو طرابلس أو بيروت أو صنعاء أو سيناء أو درعا أو جوبا ليستظل بظلال الحرية التي فضلها على الشريعة. أو ليشرح لنا ما جاء في كتابه أن مشاعر (الوطنية) مستوردة. سيصبح العرب عام 2020.. 35 دولة.. وسنجد من يقول وقتها يكفينا أننا احتكمنا للصندوق.. اللهم احفظ وطننا.